نقلت وكالة رويترز عن شهود عيان أن مئات الجنود السوريين اقتحموا ضاحية سقبا ، قرب العاصمة دمشق، خلال الليل، ونفذوا عدة عمليات اعتقال. وقال الشهود إن القوات السورية قطعت الاتصالات قبل اقتحام الحي. وقالت الوكالة ، نقلا عن إحدى السوريات، وهي مقيمة في سقبا، قولها إنهم يعتقدون أن القوة المهاجمة تنتمي إلى الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر شقيق الرئيس بشار الأسد. وكان عدد من سكان تلك الضاحية قد شاركوا في مظاهرات نظمت الجمعة الماضية، وطالبت بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. جاء ت هذه التطورات وسط معلومات عن نشر عشرات الدبابات حول بلدة الرستن قرب مدينة حمص، بينما تحركت دبابات تابعة للحرس الجمهوري وناقلات جند في الطريق الرئيسي حول العاصمة السورية. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن شاهد عيان قوله إن نحو مائة دبابة وناقلة جند تمركزت عند المدخل الشمالي لمدينة الرستن على الطريق السريع بين حمص وحماة. وقالت وكالة سانا السورية الرسمية عن مصدر عسكري قوله إن الحملة، التي بدأت في درعا يوم 25 أبريل الماضي، قد شارفت على الانتهاء بعد تحقيق معظم أهدافها. ويشير بذلك إلى إرسال مدرعات ودبابات إلى المدينة لملاحقة ما أسماها «فلول العناصر الإرهابية المسلحة التي كانت تروع السكان الآمنين وتنشر الذعر والخراب والقتل في جميع الأحياء». وأضاف المتحدث أن القوات تمكنت من إلقاء القبض «على العشرات منهم ،ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة الحديثة والذخائر المتنوعة». وتعهد ناشطون سوريون بمواصلة «ثورتهم» عبر تنظيم مظاهرات في جميع أنحاء البلاد، رغم استمرار الجيش في محاصرة عدة مدن ومراكز لحركة الاحتجاج. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن بيان أصدرته لجان تنسيق المظاهرات في عدة مدن سورية قولهم «مستمرون في ثورتنا وفي مظاهراتنا السلمية في كافة أرجاء سوريا حتى تحقيق مطالبنا بالحرية». على الصعيد الدبلوماسي، أعلن وزير الخارجية البريطاني، وليم هيغ ; أن بلاده ما زالت تسعى لاستصدار إدانة من الأممالمتحدة للحملة التي تشنها الحكومة السورية على الاحتجاجات رغم المعارضة التي ووجهت بها محاولة سابقة. وقال هيغ إنه يحشد تحركا دبلوماسيا للضغط على الرئيس بشار الأسد لوقف ما وصفه ب» القتل والقمع ، ويتخذ سبيلا إلى إصلاح حقيقي». وأضاف أنه وجه دبلوماسيي بلاده لبدء مناقشات مع شركائها بالأممالمتحدة في نيويورك فضلا عن العمل على استصدار عقوبات من الاتحاد الأوروبي على المسؤولين السوريين المتهمين بممارسة العنف. في هذه الأثناء ، حث الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، سوريا على التعاون في تحقيق يجريه مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الدولية حول مقتل متظاهرين. وكرر بان -في اتصال مع الرئيس السوري- الدعوة من أجل «الوقف الفوري للعنف بحق المتظاهرين السلميين وللاعتقالات الجماعية، وإجراء تحقيق مستقل في جميع عمليات القتل التي وقعت أثناء الاحتجاجات» وفق ما أعلنه المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نسيركي.