رفض اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس في قطاع غزة يوم الجمعة 3 ماي الجاري مبادرة معدلة لإحلال السلام في الشرق الأوسط طرحتها جامعة الدول العربية قائلا إنه لا يحق لأطراف خارجية تقرير مصير الفلسطينيين. وخففت الدول العربية على ما يبدو في اجتماعات في واشنطن هذا الأسبوع بنود خطة للسلام كانت طرحتها الجامعة العربية في عام 2002 بإقرارهم بأن الإسرائيليين والفلسطينيين قد يتعين عليهم مبادلة الأراضي في أي اتفاق قادم للسلام. وأشادت الولاياتالمتحدة والقيادة الفلسطينية في الضفة الغربية بالخطوة. لكن هنية القيادي في حركة حماس قال لمئات المصلين في مسجد في غزة إن ذلك تنازلا لا يحق للدول العربية الأخرى تقديمه. وقال هنية "ما سمي بمبادرة عربية جديدة هي مبادرة مرفوضة من شعبنا وأمتنا ولا يمكن لأحد أن يقبلها. "إنها مبادرة تحمل مخاطر كثيرة وعديدة على شعبنا في الأرض المحتلة عام 1967 وشعبنا في الأرض المحتلة عام 1948 ومخاطر على شعبنا الفلسطيني في الشتات." وترفض حماس الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود ولا تعترف بتقسيم فلسطين إبان الانتداب البريطاني بين دولة يهودية ودولة عربية والذي صوتت عليه الأممالمتحدة وتطالب بتحريرها كلها من نهر الأردن حتى البحر المتوسط. ولم توافق قط على مبادرة السلام العربية التي طرحت لأول مرة في عام 2002 . وأعلن رئيس الوزراء القطري الصيغة المعدلة لمبادرة السلام العربية في واشنطن يوم الاثنين ومثلت تصريحات هنية خلافا علنيا نادرا بين حماس وأحد داعميها الرئيسيين. وتعهدت قطر بدفع ما يزيد عن 400 مليون دولار لتمويل مشروعات إسكان في قطاع غزة الذي تديره حماس منذ عام 2007 بعد أن طردت حركة فتح المنافسة بعد حرب قصيرة. وقال هنية "إلى من يتحدثون عن تبادل أراضي نقول: فلسطين ليست عقار للبيع أو المبادلة أو التجارة.. حدود تاريخية وأرض ثابتة وقدس موحدة ولاجئون لهم الحق في أن يعودوا إلى ديارهم وإلى أرضهم التي هجروا منها. "إننا لا نقبل التفريط بشبر من أرض فلسطين لا اعتراف بإسرائيل ولا اعتراف بالاحتلال على أي شبر من فلسطين." وأنحى هنية باللائمة على السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس واتهمها بأنها هي من أوحى بهذا الموقف العربي الأكثر تساهلا لأنها قبلت بالحاجة إلى مبادلة أراضي مع إسرائيل. ورفضت إسرائيل المبادرة العربية عندما طرحت قبل 11 عاما. وأبدى مسؤولون إسرائيليون ترحيبا حذرا بالاقتراحات الجديدة لكن الحكومة لا تزال تعترض على نقاط أساسية منها "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين وأن تكون القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية. ويسعى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى إحياء محادثات السلام المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين التي انهارت في عام 2010 بسبب بناء مستوطنات يهودية في القدسالشرقية والضفة الغربية. وأشاد كيري يوم الثلاثاء بإعلان الجامعة العربية باعتباره "خطوة كبيرة جدا للأمام." لكن يتعين على أي تحركات لإحلال السلام التعامل مع الانقسام السياسي الفلسطيني بين فتح التي تسيطر على مناطق في الضفة الغربية وحماس التي تسيطر على قطاع غزة. وأخفقت حتى الآن المحاولات المتكررة لإعادة توحيد الضفة وغزة سياسيا.