أشاد الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو-، بعقد اللقاء التشاوري حول موضوع (أي نموذج لحماية القدس ودعم صمودها؟)، في هذا الوقت العصيب الذي يُعاني فيه الشعب الفلسطيني أبشع أنواع الظلم والقمع في ظل الاحتلال الإسرائيلي العدواني، بعد أن انغلقت أبواب التسوية السلمية العادلة، وتفاقمت المشاكل الناتجة عن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وعن تزايد بناء المستوطنات اليهودية فوق أراضي الضفة الغربية، وعن إحكام الحصار المضروب حول غزة الفلسطينية، وانسداد الآفاق أمام الشعب الفلسطيني المطالب بحقوقه التاريخية الشرعية، وفي المقدمة منها الحقُّ في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف. وقال في كلمة ألقاها في اللقاء التشاوري الذي عقد زوال اليوم في مقر وكالة بيت مال القدس الشريف في الرباط، إن مدينة القدس تتعرض لمخاطرَ شديدةٍ تهدّد هويتها العربية الإسلامية التي من أبرز رموزها المسجد الأقصى المبارك الذي تتواصل الحفريات الإسرائيلية في محيطه، والذي تُنتهك حرمته من طرف جنود الاحتلال الإسرائيلي والجماعات اليهودية المتطرفة في تحد سافر لمشاعر المسلمين، وللضميرَ العالميّ، والقوانين الشرعية، الأمر الذي تنعكس أضراره على المواطنين المقدسيين، وينال من صمودهم فوق أرضهم المحتلة، في ظل الحصار، والتهجير، وضعف الخدمات والإمدادات، والحرمان من الحق في التعليم الذي يحفظ لهم هويتهم وخصوصياتهم الثقافية والحضارية، ومن العناية الصحية والرعاية الاجتماعية، ومن الحق في بناء المنازل أو ترميمها أو إصلاحها، وإقامة المنشآت التعليمية والصحية والاجتماعية. وذكر المدير العام في كلمته بظروف تأسيس لجنة القدس في المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء الخارجية المنعقد في جدة سنة 1975، من أجل دراسة تطور الأوضاع في القدس الشريف، ومتابعة تنفيذ قرارات المؤتمر الإسلامي والقرارات الصادرة عن مختلف الهيئات الدولية بهذا الشأن، والاتصال بمختلف المنظمات الدولية التي تساعد في حماية القدس، حيث مثل إنشاء وكالة بيت مال القدس الشريف في إطار اللجنة في سنة 1998، إنجازًا من الإنجازات المتميزة للعمل الإسلامي المشترك من أجل تعزيز صمود أهلها من خلال دعم وتمويل برامج ومشاريع في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان والحفاظ على التراث الديني والحضاري للقدس الشريف. وأشار إلى أن الإيسيسكو تعمل هي الأخرى في هذا المجال الحيويّ، إذ تنفذ برامج وأنشطة تهدف إلى دعم المؤسسات التربوية والعلمية والثقافية في القدس الشريف بخاصة، وفي عموم الأراضي الفلسطينية بعامة، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم التي يوجد مقرها في رام الله. وأكد في ختام كلمته قائلا إن هذا النوع من الحماية التي نوفرها للقدس، سواء في إطار برامج الإيسيسكو، أو في إطار وكالة بيت مال القدس الشريف، يساهم في صمود المواطنين المقدسيين في أرضهم، وامتلاك شروط المقاومة السلمية والمواجهة المدنية في وجه تغوُّل سلطات الاحتلال الإسرائيلي وفرضها الحصار على الشعب الفلسطيني في المدينة المقدسة، الأمر الذي يستدعي تضافر جهود الدول الأعضاء لدعم جهود الهيئات الفلسطينية المختصة، ووكالة بيت مال القدس الشريف، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بما يمكّنها من تنفيذ أكبر قدر ممكن من البرامج التنموية في هذه المدينة المقدسة، ودعم صمود أهلها المجاهدين الصابرين في وجه سياسات التهويد والتهجير والحصار والقمع الوحشي التي تنفذها سلطات الاحتلال الإسرائيلي العنصرية بدعم ومساندة من قوى دولية تدّعي الحرص على السلام وحماية حقوق الإنسان.