دعا البرلمان المغربي بغرفتيه، مساء اول أمس الاثنين، إلى كسر الحصار عن القدس الشريف، وذلك تأكيدا للمواقف المبدئية والثابتة للمغرب في مساندة كفاح الشعب الفلسطيني في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وهكذا أكد رئيس مجلس النواب كريم غلاب خلال جلسة مشتركة لمجلسي النواب والمستشارين لدعم الحملة الدولية لكسر حصار القدس، أن المغرب لن يذخر جهدا في الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني عبر دعوة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته الكاملة في مطالبة السلطات الإسرائيلية بوقف ممارساتها اللامشروعة والالتزام بقرارات الأممالمتحدة مثمنا ما تقوم به وكالة بيت مال القدس في الحفاظ على التراث الحضاري في المدينة المقدسة وتقديم العون لسكانها. وقال إن المؤسسة التشريعية ستواصل، في إطار دبلوماسية برلمانية فعالة، في الدفاع عن الحقوق المشروعة للفلسطينيين، والمواطنين المقدسيين على الخصوص، في مختلف المحافل والمنتديات البرلمانية الدولية، معبرا عن تضامن البرلمان المغربي مع النواب الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية. ومن جهته، حيا رئيس مجلس المستشارين محمد الشيخ بيد الله سائر المقدسيين المرابطين بالقدس الشريف الذين يتعرضون للقمع من طرف الآلة العسكرية الإسرائيلية، مجددا التعبير عن الموقف الراسخ للمملكة المغربية في دعم حقوق الشعب الفلسطيني حتى استعادة كامل حقوقه وبناء دولته وعاصمتها القدس الشريف. وأعرب عن تضامن البرلمان المغربي مع نواب الشعب الفلسطيني أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني الذين تعرضوا للاعتقال والاختطاف والإجراءات الرامية إلى اقتلاعهم من أراضيهم، مؤكدا أن تلك الإجراءات تشكل انتهاكا صريحا لكل المواثيق والأعراف الدولية. ونوه، بدوره، بالمشاريع التي تقودها وكالة بيت مال القدس الهادفة إلى حماية تراث المدينة المقدسة ودعم صمود المقدسيين، ملاحظا أن الآلة الصهيونية لا تكترث بالنداءات والقرارات الدولية التي تطالب إسرائيل بإلغاء ضم القدس ووقف الاستيطان. ومن جانبه، أعرب سفير فلسطين بالمغرب أحمد صبح عن شكره وامتنانه لجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، على دعمه ورعايته واهتمامه بالمواطنين المقدسيين، وكذا للحكومة ومختلف الفاعلين وسائر أفراد الشعب المغربي على الدعم الذي يقدمونه للقضية الفلسطينية. ولفت الانتباه إلى الإضراب عن الطعام الذي يخوضه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي ضد العزل الإنفرادي ومنع الزيارات العائلية والاعتقال الإداري، مؤكدا أن الإضراب مستمر حتى تحقيق كل مطالب الأسرى. وقال إن المقدسيين لا يزالون «قابضين على الجمر» ينتظرون مساندة الشقيق والصديق للدفاع عن بيت المقدس وأكنافه في مواجهة جدار العزل العنصري وهدم المنازل وسحب هويات المقدسيين واستمرار الحفريات الخطيرة التي تهدد أسس المسجد الأقصى وغيرها من الإجراءات الإسرائيلية الظالمة. وبدوره، أكد منسق الفعاليات المغربية لدعم الحملة الدولية لكسر الحصار عن القدس، سعيد خالد الحسن، أن المغرب يعتبر القضية الفلسطينية من صميم قضاياه الوطنية، معربا عن أمله في أن تسفر أشغال هذه الجلسة المشتركة بين غرفتي البرلمان عن تعزيز العمل العملي والميداني لدعم صمود المقدسيين. ودعا الجلسة إلى توجيه نداء إلى البرلمانات في العالم العربي من أجل تخصيص بندين في ميزانيات هذه الدول لدعم القطاع الطبي المقدسي والمؤسسات التعليمية بالقدس. ومن جهته، دعا النائب عبد العزيز العماري، باسم فرق ومجموعات الأغلبية بمجلس النواب، إلى مواصلة دعم القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية والمساهمة في دعم المصالحة الوطنية الفلسطينية بتنسيق مع مصر واعتماد يوم وطني لنصرة القضية الفلسطينية. كما دعت فرق ومجموعات الأغلبية بالغرفة الأولى إلى دعم مشاريع الإعمار والتنمية التي تشرف عليها وكالة بيت مال القدس وتخصيص حصص كافية في وسائل الإعلام للتعريف بمعاناة المقدسيين وبتاريخ المدينة المقدسة. وأبرزت النائبة رشيدة بنمسعود، باسم فرق المعارضة في مجلس النواب، أشكال الدعم الذي ما فتئ يقدمه المغرب للقضية الفلسطينية، مشيرة، في هذا الصدد، إلى الدور الذي يضطلع به بيت مال القدس، في الحفاظ على الوجود العربي بالقدس من خلال برامج مهيكلة. وناشدت الضمائر الحية عبر العالم من برلمانات وهيئات حقوقية ومفكرين، ولاسيما في الدول النافذة، العمل على إرغام إسرائيل على تمكين الأسرى الفلسطينيين من كامل حقوقهم وإطلاق سراحهم، مؤكدة أن المعاناة التي يعيشها هؤلاء هي جزء من الضريبة التاريخية التي يؤديها الشعب الفلسطيني دفاعا عن قيم الحق والحرية. ومن جانبه، أبرز المستشار البرلماني حكيم بنشماش، باسم الفرق والمجموعات النيابية بمجلس المستشارين، دلالات الحملة الدولية لكسر الحصار عن القدس التي تعكس مدى تجذر هذه القضية في وجدان الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم، مجددا التعبير عن وحدة الموقف المغربي الداعم للقضية الفلسطينية. وحيا الأسرى الذين يخوضون معركة الكرامة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، داعيا المجتمع الدولي إلى العمل على التخفيف من معاناتهم اليومية ووقف الاستيطان في القدس الشريف وفي كافة الأراضي المحتلة. حضر هذه الجلسة على الخصوص رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران وعدد من الوزراء وفعاليات جمعوية داعمة للقضية الفلسطينية. وتأتي «الحملة الدولية لكسر حصار القدس» نتيجةً لجهود متواصلة من التنسيق والتشاور واللقاءات الحثيثة مع النشطاء والفعاليات المعنية بنصرة القدس وبالتحرر الوطني الفلسطيني داخل الوطن العربي والعالم الإسلامي وخارجهما، وبما يشمل مختلف الهيئات الجمعوية والأحزاب والنقابات العمالية والاتحادات المهنية والنسائية والطلابية والشبابية، فضلاً عن المفكرين والكتاب والعلماء وغيرهم من ذوي الرأي والأمر رؤساء وقادة ومسؤولين.