كم نتمنى لو ان العمر يمضي ونحن في حالة حب لا في حالة حرب، لاننا حين نكون في حالة بحث عن شيء لا نملكه، فأننا لا نأمن شر من يشاركنا صنع الصورة، وبالرغم من احساس الالفة الذي يغمرنا ونحن نشارك في حياكة وتناسق الالوان وسحر الانغراس بشعور يقطر حلاوة، قد نفاجئ بلون نشاز يخدش هدوء الصورة، حتى نطيل الوقوف قبل ان يرتد الطرف بعيدا الى حيث يمكن ان نبدأ، وكم نتمنى لو اننا نستطيع ادامة فرحة نقشت بالقلب كوخز لا يشبه الالم لكنه يشبه شروق الشمس وفرحة اللقاء باطلالتها البهية ونعرف اننا على موعد مع افولها!. نغضب حين لا يكون معين لنا ان نغضب ونسكّن غضبنا حين نكون بأمس الحاجة اليه، فنمضي ونحن غير قادرين على اتخاذ موقف نربي الامل، ذلك الامل الذي يكبل حركتنا فيجعلنا نخشى التغيير فنقف مغمضين لا نريد ان نرى الماضي، ومشلولين عن اعتلاء عتبه جديدة، تماما كتلك الفلسطينية التي تهجرت من ارضها وعينها على دجاجاتها فلم تنسى ان تضع لهن العلف الكثير لعلها حين تعود تحفل بكم هائل من البيض وبرغم خوف تلك السيدة وطول سفرها، الا ان الامل بقي يراود نفسها فمضت وهي لا ترى الا الشوق للنور وسحره. ما اكثر الاسباب التي تجعلنا نغيب فكرة اننا نقوم بخداع انفسنا حتى تحين الساعة التي تنكشف فيها قتامة الصورة، فنقف نجاهد الم الفراق بقلب دامع. لا يكون الالم رحيما كما لو اننا اخترنا منذ البداية ان نحيا بالنور وليس بعتمة مصطنعة سوّرنا جدرانها بكلام جله كان محفورا بالهواء ورمل المارقين. بدهشة بريئة نسأل لماذا لا تستمر قلوبنا بالخفقان لكل ما هو جميل، لماذا لا تتفحص اعيننا صورنا بالمرآة الا حين نهم بالخروج وقد كانت القصص تطول معها ولا تنتهي، نمضي محشورين بنظرة تحدي صارت اقرب الى الوقاحة منها الى الارادة والتصميم، ابتسامات الاطفال لم تعد مبررة، الحزن وقد كان جوالا اصبح مستقرا في النفوس. لا ادري لماذا لم استغرب سلوك احدى السيدات وكان يجب علي ان اقول تلك الطفلة التي لم تبلغ الثامنة عشر من عمرها وقد صارت اما لتوأم وهي تطلب مني ان اكون مرسالا بينها وبين من تظن انها تتحدى به بؤس حالها واعتبرتها تمارس طفولتها المقتولة على مرآى من اهلها وقد صاروا لها اعداء لا تربطها بهم أي من روابط المحبة والمسؤولية. العشق للدهشة هو السر في البقاء والعطاء، من يتحمل بؤس كل هذا الشقاء الذي صار لا يتبدل بتبدل الفصول والسنين.