احتضنت قاعة الجلسات لمقر غرفة التجارة و الصناعة بطنجة ، مساء يوم السبت 19 يناير الجاري ، أشغال الدورة التدريبية الأولى حول الصحافة الإلكترونية ، و التي نظمت من طرف فرع الشمال للرابطة المغربية للصحافة الإلكترونية و المديرية الجهوية لوزارة الاتصال ، بحضور أسماء إعلامية مهمة ،كان لها الفضل في تكوين أجيال مهمة من الصحفيات و الصحفيين بمنطقة الشمال ، على رأسهم الدكتور الطيب بوتبقالت ، الذي يشغل حاليا مدير مدرسة " فهد " للترجمة ،و الزميل الإعلامي أحمد إفزارن ، صاحب أول جريدة محلية في المغرب " الخضراء الجديدة " التي كانت توزع أزيد من 20 ألف نسخة في طنجة لوحدها ، الواسعة الانتشار في بداية التسعينات ، و القيدوم الصحفي عبد السلام الشعباوي ، مدير مكتب جريدتي " العلم و الرأي " بجهة الشمال ،و غيرهم من الصحفيين في الجرائد الوطنية و الجهوية ،و أساتذة المعهد العالي للاتصال بالرباط ، الذين حضروا هده الدورة , بالرغم من الإكراهات الجوية ، التي عرفتها المنطقة من تساقطات مطرية مهمة و عواصف رعدية . كما حضر من اجل التكوين ممثلين عن أزيد من 35 صحيفة و جريدة إلكترونية ، يشتغلون في ميدان الصحافة الإلكترونية بمنطقة الشمال ، حيث اعتذر المنظمون عن بعض الهفوات التنظيمية ، امام الحضور القوي و المتيز لممثلي وسائل الاعلام الالكترونية بالمنطقة ، حيث التزما كل من رئيس فرع الشمال للرابطة و المدير الجهوي لوزارة الاتصال ، باستمرار تكوين الصحفيين الالكترونيين عبر برنامج سنوي ، سينفد على أرض الواقع ، بعيدا عن الدروس النظرية التي جرت العادة تلقينها للمهنيين في وقت سايق . و أكد الزميل عبد الكريم المقدم ، رئيس فرع الشمال للرابطة المغربية للصحافة الإلكترونية بأن الصحافة الإلكترونية المغربية ، تلعب دورا مهما في الحياة السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و الثقافية و الفنية و الرياضية ، نتيجة التطور التقني و انتشار المعلومات بسرعة فائقة ، و بسبب سهولة انتشار استخدام الأنترنيت و التطور السريع الذي حصل في مجال التقنيات الحديثة. و يضيف المقدم " نفتخر في منطقة الشمال ، الأكثر قوة في الإعلام الإلكتروني بالمغرب، بحيث توجد أزيد من 35 صحيفة و جريدة إلكترونية ، تتفاوت فيما بينها في المضمون و الشكل. و نعترف كمهنيين ببروز ظواهر خطيرة ، كالتي أصابت الصحافة المكتوبة خلال بداية التسعينات ، حين كانت وزارة الداخلية أذداك " تفرخ " الجرائد الوطنية و الجهوية و المحلية ، من اجل تشويه سمعة الإعلام الجاد الذي يخدم المغرب و المغاربة ." فيما اكد الزميل إبراهيم الشعبي ، المدير الجهوي لوزارة الإتصال ، بأن هذه الدورة التدريبية الأولى، التي يتم تنظيمها بشراكة مع فرع الشمال، للرابطة المغربية للصحافة الإلكترونية، ستشكل انطلاقة تكوينية في العديد من الأجناس الصحفية." لن نقتصر على فئة دون أحرى، و لا على قطاع صحافي دون الآخر. سنشتغل، إنشاء الله، مع الصحافة السمعية بصرية، ، مع الصحافة المكتوبة، الجهوية و الوطنية، و مع الصحافة الرقمية". وقال الشعبي " فمهنيا علينا أن نتعامل بكثير من الحذر و التريث مع الخبر الرقمي، فلا يجب أن تغرينا الوسيلة الإعلامية الرقمية التي نراها وسيلة " أمارة بالسوء ". فالمنظومة الرقمية غيرت طريقتنا في إنتاج الخبر، في استهلاك الخبر، في طريقة و زمن بث أو تحرير الخبر، ونخشى أن تجرنا أو تنسينا هذه المنظومة الرقمية هويتنا الوطنية و تنسينا أننا " خير أمة أخرجت للناس " و بالتالي علينا أن نكون " خير صحافة أخرجت للناس "، تقاوم الفساد و الاستبداد، أيا كان مصدره، دون أن تنتقم من أحد، أو تميل لصالح جهة على حساب الأخرى، أو تخلط بين الخبر و الإشاعة، أو تسعى للتشهير بهذه الشخصية أو تلك المؤسسة" مضيفا "و أخلاقيا لا يمكن للمهني، إذا كان مهنيا حقيقيا، آن يسمح لنفسه، باسم حرية الرأي والتعبير، أن يتجاوز حدود اللياقة و الأدب، حتى لا تذهب الصحافة الإلكترونية ضحية نجاحها الرقمي الذي يعتمد السرعة و التفاعلية، و بالتالي تضيع عليها الفرصة التي يمنحها لها عالم الإنترنيت، لإعادة خلق صحافة جديدة قادرة على مواكبة عصرها، خاصة إذا علمنا أن نصف المغاربة يبحرون في الشبكات و المواقع الاجتماعية و أزيد من 05 ملايين مغربي مشترك في الانترنيت و 04 ملايين صفحة فايسبوكية مغربية. " و أكد الأستاد رشيد ايساري استاذ الصحافة الالكترونية بالمعهد العالي للاعلام والاتصال بالرباط في مداخلته ، لتقنيات تحرير الخبر في الصحف والمواقع الالكترونية ،وقد وقف عند اهم المعايير العلمية المعتمدة ،و التي على اساسها تصنف الصحافة الالكترونية في سلم الاحترافية والمهنية. وقد اعتمد ايساري في ورشته على منهج مقارناتي رصد فيه نقاط الالتقاء ونقاط التمايز بين الكتابة في الصحف الالكترونية ،والكتابة في الصحافة الورقية. ومنهج العينات حيث استحضر بعض الامثلة والنماذج لمواقع اخبارية الكترونية .(الجزيرة س ن ن -هسبريس). فيما وقف الاستاذ محمد الركراكي في مداخلته عند واحدة من اهم الاشكاليات التي لازمت العمل الصحفي على مر التاريخ،اشكالية زاد حضورها رسوخا في عصر المعلوميات والصحافة الالكترونية .انها المشكلة التي يصطلح على تسميتها اخلاقيات مهنة الاعلام وقد رصد الركراكي في مداخلته معايير كونية لاخلاقيات مهنة الصحافة ،معايير تنسحب ضرورة ولزاما على العمل الصحافي الالكتروني.