أظهر شريط فيديو يوثق لعملية هدم قرابة33 منزلا تمت فجر يوم الثلاثاء الماضي بحي إيكوناف بمدينة الناظور شمال المغرب، صورا فاضحة لسلوك السلطات المحلية مع المواطن المغربي في تنفيذ الأحكام بطريقة فظة وعنيفة، لا تحترم كرامة الإنسان، وتسيئ لصورة البلد. يؤكد السكان (16 أسرة) الذين يعتبرون أنفسهم ضحايا، أنهم لم يتوصلوا بإنذارقبل مفاجأتهم بالهدم، وأنهم يتوفرون على عقود شراء الأراضي ردا على إنتشار رواية " إقدام السلطات على الهدم بسبب البناء على ملك عقاري تعود ملكيته لأشخاص أخرين "، وأكد المجتجون أنهم وَقَعوا "ضحية أطراف مختلفة و سماسرة العقار بالمنطقة بتواطئ مع جهات بعينها"، حسب بيان للسكان ضمن قصاصة خبيرية لموقع "ناظور توداي"، صاحب شريط الفيديو المذكور، الذي سيترك أثرا حزينا في نفوس كثير ممن شاهدوه. حالة من الهيستيريا كانت تعيشها نسوة هُدِّمت بيوتهن فجرا، أما الأطفال فقد بدوا مشدوهين، مصدومين، بل إن أمّا صرحت في شريط آخر بعد انتهاء عملية الهدم أن ابنها أصبح عاجزا عن النطق بسبب صدمته من الحادث. لايزال صراخ طفل بريئ يدوي طبلة أذني، كان يبكي بهلع، مصدومأَ، لقد سقطت أمه فجأة وهي تحمله أرضا، بدت المسكينة في غيبوبة من شدة الواقعة. صورة أخرى محزنة، يظهر فيها أب شاب، يتأبط رضيعا(ة)، محتجّا من فوق سطح منزله، مهددا بالانتحار، بينما كان سائق الجرافة يتهيأ لتنفيذ الأمر بالهدم. في المشهد العام صياح وعويل للسكان في صباح غير عادي بالحي الناظوري إيكوناف... أما بعض رجال السلطة فقد كانوا في قمة "التأدب"، كالعادة: كلمات "لطيفة" من قبيل سيري تْقَ... في حق أمهات ومسنات. لو تخيلت أن الموقف يهم أمك أو جدتك، فأقل الإيمان سيكون هو الغضب وخبط الحائط بيدك حتى تتأوه وتنطق "آح"، متسببا في إزعاج للجيران بالمبنى الذي تقطنه من جنسيات مختلفة، ليصبح الموضوع مُدَوَّلاً وأنت تشرح عذرك، فيعلن أحدهم تضامنه مع الشعب الفلسطيني، لتخجل من تصويب فهمه للموضوع...وتلك حكاية أخرى. إن ماحدث في حي إيكوناف بالناظور، يذكرني بوقائع أخرى مماثلة كنت شاهدا عليها بالمغرب، لها حيثيات مماثلة، ومن هنا أتساءل أين هي عيون السلطة التي لاتنام حينما يُخْرق القانون، في واضح النهار؟ القانون على راسنا وعنينا، ولكن ماتكونش الانتقائية، وتنفيذ القرارات بشكل بشع كما شاهدت وكأن الأمر يتعلق بفديو مصور بغزة. وعليه فإن السيد وزير العدل مدعو لفتح تحقيق في الموضوع لإحقاق الحق الذي سيكون بلسما لجراح طفل مصدوم، وأم مكلومة. أكيد أن الفيديو المشار إليه سالفا، سيترك أثرا سلبيا في نفوس العديد من المواطنين، وسيُستغل سياسيا، في إطار لعبة "عامرة خاوية"، ناهيك عن شطحات أصحاب ثنائية " عريبان وإيمازيغن"... إن أمثال الطفل الذي سقطت أمه أرضا، وهو في حضنها، بسبب عنف رجال السلطة، سيحتفظ بذكرى أليمة إذا لم يتم فتح تحقيق عادل...وقد يكون له مابعده... حذاااااااااااااااااااااري من طفل "يستنجد" بالكبار صغيرا. ** إعلامي مغربي مقيم بإيطاليا