عندما أبلغي أحد الأصدقاء بأن المعارضة بالمجلس البلدي لعين بني مطهر قد صوتت ضد مقترح يقضي بإعطاء دروس الدعم في اللغة الفرنسية لتلاميذ و تلميذات السلك الإعدادي و الثانوي و عموم المهتمين بالشأن اللغوي و الثقافي، اعتبرت الأمر في البداية مجرد خبر لا يستحق التعليق، لكن مع مرور الوقت تأكد الأمر و أصبح تحصيل حاصل لواقع ملتبس لا نعرف له بداية و لا حتى نهاية، واقع يختزن العديد من الوقائع و الأحداث التي كانت وبالا على هذه المدينة المناضلة التي استسلمت لواقعها هذا بعد أن تخلى عنها أبنائها و تركوها في أيد أناس لا يحسنون سوى لغة الصمت و العبث و اللامبالاة الذي أصبح ماركة مسجلة، فلم يحصل في تقديري المتواضع أن مجلسا بلديا منتخبا و مهما بلغت درجة اختلاف أعضائه أن يصوت فريق منه ضد تطوير أبناء مدينتهم للغاتهم و تحسينها و الارتقاء بها في زمن يعتبر من لا يتقن لغتين اجنبيتين أو ثلاث على الأقل إنسانا أميا ؟ ففي دورة استثنائية لمجلس بلدي استثنائي و تصويت هو الأخر استثنائي تصدت مراكب الجهل و التخلف لتمرير اتفاقية شراكة بين المجلس البلدي لعين بني مطهر و المعهد الفرنسي بوجدة يتم بموجبها تعيين أحد الأساتذة المشهود لهم بالكفاءة العلمية و اللغوية إعطاء دروس دعم و تقوية في مادة اللغة الفرنسية تستهدف بالأساس الطلبة و التلاميذ و التلميذات ليتغلب منطق الحسابات السياسية الضيقة التي أغرقنا في هذا الواقع الذي تعيشه المدينة و للأسف الشديد ضحيته الأولى هو هذا المواطن الذي يتحمل اليوم جزء منه هو نتاج اختياراته بعد أن وضع ثقته في منتخبين بعيدين كل البعد عن نبض الشارع بعين بني مطهر و التي أضاعت علينا فرص كبيرة لانطلاقة تنموية مستدامة حقيقية تقطع مع ما مضى من التجارب الغير مأسوف عليها.ما لم أفهمه و استغربه كباقي المتتبعين هو دخول أحد الأعضاء على خط المعارضة في خطوة أثارت العديد من التساؤلات و هو بالمناسبة رئيس اللجنة الثقافية، كما لا يعقل أن بعض اعضاء ما يسمى بالمعارضة لا زالوا محسوبين على تشكيلة المكتب المسير و يتوصلون بتعويضاتهم المادية وفقا للقانون و هم عمليا لا يؤدون أية مهمة بحسب ما أفادت به مصادر من داخل المجلس البلدي نفسه؟ و حتى المبررات التي تم تسويقها للرأي العام المحلي غير منطقية بالمرة و لا تستند على دلائل وحجج دامغة مما افقد القرار التي اتخذته المعارضة مصداقيته و بالتالي حرمان شريحة مهمة من أبناء المدينة من هذه الفرصة التي اعتبرناها إضافة نوعية للمشهد الثقافي بعين بني مطهر. فالمسؤولية اليوم تقع على أبناء المدينة على شبابها و مجتمعها المدني في التصدي لكل من يعمل على سرقة أمالانا و أحلامنا وطموحاتنا، ما نريده و نحن نعيش ربيعنا المغربي أن ينتصر منطق الحكمة و العقل على منطق الجهل و التخلف فالخاسر الأكبر هو هذا المواطن الذي عليه رفع صوته بدلا من طأطأة رأسه و الوقوف في وجه كل من يحاول أن يرهن تاريخنا و مستقبلنا لأهداف ذاتية رخيصة وكل عام و لغة موليير بألف معارضة.