شهدت عدة دول في آسيا وأوروبا مظاهرات شعبية نددت بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ودعت العالم للتدخل لوقفه، وإنهاء الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات. ففي العاصمة الألمانية برلين جاب آلاف المتظاهرين من الألمانيين والفلسطينيين والعرب شوارع بالمدينة مساء أمس الأحد تنديدا بالعدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ الأربعاء الماضي. وأفاد مراسل الجزيرة نت خالد شمت بأن المشاركين في المظاهرة -التي دعا إليها حزب اليسار الألماني المعارض- حملوا الأعلام الفلسطينية والتركية وأعلام الثورة السورية، ولافتات كتبت عليها عبارات مثل (كلنا غزة) و(أوقفوا إرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل) وأخرى تذكر بنكبة فلسطين منذ عام 1948. وندد متحدثون في كلمات ألقيت في المظاهرة بالصمت الغربي والدولي عن التدمير والقصف الإسرائيلي المستهدف للمدنيين والأطفال في غزة، وتوقعوا صدور توثيق أممي مماثل لتقرير غولدستون عن "جرائم حرب إسرائيل الجديدة" في غزة. وانتقد ممثل لحزب اليسار أسلوب تعامل الحكومة الألمانية مع ما يجري في غزة وطالبها بالتدخل لإيقاف الهجوم الإسرائيلي المستمر هناك، في حين دعت الجالية الفلسطينية في ألمانيا حكومة المستشارة أنجيلا ميركل لإدانة "إجرام إسرائيل ضد الشعب الأعزل في قطاع غزة المحاصر والتدخل لإيقافه". وطالب التجمع العربي في برلين سفير السلطة الفلسطينية في العاصمة الألمانية صلاح عبد الشافي بمراعاة ظرف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وإلغاء احتفال دعا إليه بمناسبة إعلان الاستقلال الفلسطيني بأحد الفنادق الفخمة غدا الثلاثاء. ودعا منسق المبادرة الألمانية لكسر الحصار على قطاع غزة خميس كرت سفارة السلطة الفلسطينيةببرلين للتبرع بنفقات الحفل الذي تزمع إقامته لدعم صمود وتضحيات الفلسطينيين الذين يواجهون قتل وقصف إسرائيل التي أطبقت الحصار عليهم في غزة. من مظاهرات نظمت في بريطانيا ضد العدوان على غزة (الجزيرة نت)عواصم أخرى وفي أوروبا أيضا شهدت عواصم اليونان، وفرنسا، وإيطاليا، وبريطانيا، وعدد من المدن الإسبانية مظاهرات تطالب إسرائيل بوقف حملتها العسكرية في القطاع. ففي العاصمة اليونانية أثينا خرج عشرات آلاف المتظاهرين مرددين هتافات، وحاملين لافتات تندد بالعدوان الإسرائيلي، في وقت كثفت الشرطة اليونانية إجراءاتها الأمنية حول السفارتين الإسرائيلية والأميركية تحسبا لوصول المظاهرات إليهما. وفي آسيا شهدت الصين واليابان وإندونيسيا وماليزيا وباكستان مظاهرات للتضامن مع غزة تطالب بوقفة حازمة ضد العدوان وردع المعتدين. ففي مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب بباكستان نظمت الأحزاب السياسية والدينية مسيرات احتجاج منفصلة ضد العدوان الإسرائيلي، وقال المتحدثون في الاحتجاجات "إن الولاياتالمتحدة تدعم إسرائيل لقتل الفلسطينيين الأبرياء"، مؤكدين أن "مذبحة المسلمين الفلسطينيين لن يتم التسامح بشأنها". كما نظم بعض النشطاء مسيرة احتجاجية من نادي صحافة لاهور إلى القنصلية الأميركية، التي تم إغلاق جميع الطرق المؤدية إليها. وطالب المتحدثون في المسيرة القوى العالمية ب"الضغط على اللوبي الصهيوني لاحترام حقوق الإنسان العالمية"، وقالوا إن الدول العربية والإسلامية يجب أن تتحرك في المحافل الدولية لوقف الهجمات الإسرائيلية. وفي الوقت نفسه، نظم اتحاد المسلمين مسيرة احتجاجية في مدينة مولتان الباكستانية للاحتجاج على العدوان الإسرائيلي في فلسطين. كما أدان رئيس حزب "الحركة القومية المتحدة" ألطاف حسين الهجوم الإسرائيلي على غزة، وحث الدول الإسلامية على رفع صوتها احتجاجا على ذلك. تحذير من جانبها طالبت منظمات المجتمع المدني الفلسطيني المجتمع الدولي بوقف العدوان على غزة، وقالت في بيان لها تلقت الجزيرة نت نسخة منه "خلافا للادعاءات التي تروجها الحكومة الإسرائيلية بأن قواتها لا تستهدف المدنيين، فإن حصاد هذا العدوان حتى الآن يشير إلى أن المدنيين فقط هم من يدفع الثمن". وأضاف البيان "لم يعد ثمة مكان آمن في قطاع غزة الذي لا يوجد فيه ملجأ واحد أصلاً يحتمي فيه المدنيون من عمليات القصف المستمرة ليلا ونهارا". وحذرت هذه المنظمات العاملة في غزة من استمرار تفاقم الأوضاع وانعكاساتها الكارثية على حياة المدنيين الفلسطينيين، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لمنع الجريمة قبل وقوعها وليس إدانتها. واعتبرت أن "تخاذل المجتمع الدولي وتقاعسه عن التدخل لحماية المدنيين الفلسطينيين، إنما يشكل عنصر دعم وتشجيع لدولة إسرائيل وقوات احتلالها لاقتراف المزيد من الجرائم بحقهم، وسوف تستمر هذه الجرائم في غياب المساءلة وطالما يحظى مقترفوها بالحصانة".