حكى رشيد نيني كيف ابتدأ حياته المهنية كمتعاون مع جريدة العلم براتب 1000 درهم شهريا ، ثم رئيس فرع جمعية للعاطلين ، و أكل العصا أمام البرلمان ، قبل الهجرة ثم العودة و تأسيس جريدة المساء بعد تجربة الصباح ، فتجربة السجن...ما شكل تراكما لتجارب ، و"الشمس السوداء تنضج الرجال" كما قال، لذا يجب التركيز على الجوانب الإيجابية للاستمرار. و عن سؤال مضيفته سناء الزعيم في برنامج "ضيف خاص" بإذاعة "أصوات" مساء الخميس 15 نونبر2012 ، حول تهمة محاكمته قال بأنها "إهانة مقرر قضائي ،و التبليغ بوقائع إجرامية غير صحيحة" . هكذا تم تكييف التهمة ، أما التهمة الحقيقية فلا يعرفها. وبعد أن قبل ابتدائيا بالترافع أمام المحكمة ، انسحب مع هيأة المحامين في فترة الإستئناف ، لأن المحاكمة تمت وفق القانون الجنائي عوض قانون الصحافة ، مع أنه متهم بما أورد قلمه ، ولم تحجز لديه أسلحة أو مخدرات. إن رشيد نيني يقدم نصيحة مهمة للصحفيين الذين يبتلون بهذا المصاب وهو عدم كشف مصادرهم. لقد عاش نيني تجربة مريرة بالسجن ،في ظل حكومتين و دستورين ، لا تزوره إلا عائلته بمصاحبة المحامي ، ولا حق له في المكالمة الهاتفية إلا لخمس دقائق يوم الجمعة. يرى رشيد أنه على كل محامي وقاضي وصحفي أن يجرب السجن و يجري تدريبا " ستاج " به ، حتى يعرف ما يعانيه نزلاءه. وبعد أن أهدى رشيد للمشاهدين أغنية " فين غادي بيا أخويا فين غادي بيا " لناس الغيوان ، واصل حكايته عن سبب اختيار الهدهد كشعار لجريدة الأخبار التي تصدر السبت القادم. إنه رجل كان بالسجن كان يقرأ القرآن كل وقت ، و هو كالأحمق ، لكن لما سأله نيني عن عذاب الهدهد الذي قد يفوق الذبح كما جاء في الآية في قوله تعالى :" لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين". أجاب السجين بأن ينزع ريش الهدهد ويوضع بين بقية الطيور العادية ، فذلك أشد من كل عذاب يصيب هذا الهدهد ، لذلك يشبه هذا السجين الحكيم نفسه بالهدهد في وضعه في سجن مع هؤلاء السجناء. وربما اختار نيني شعار الهدهد لأنه أحس بنفس الوضعية وهو بالسجن. لم يكن نيني ينام إلا بمهدئ لكثرة التلوث بالضجيج والضوضاء ، وهو مدين للمسلسلات التركية ، حيث يصمت كل من في السجن من كثرة تنسكهم مع المسلسل ، ما يتيح لصاحب "شوف تشوف" أن ينام مرتاح البال لساعتين مساء. قال عن الجريدة الجديدة إنها وطنية وستكون فيما بعد دولية ، و عبر مستمع في اتصاله أن سحب 100 ألف نسخة لن يكون كافيا نظرا للإقبال الكبير على الجريدة من طرف المغاربة. و في جوابه عن من تكون "الحاجة" التي سلم عليها المستمع ، قال إنها أمي التي تألمت هي و إخوتي و أقاربي لفراقي وسجني . إن الرأسمال الحقيقي عند أشهر صحفي بالمغرب الحديث هو محبة الناس لا جمع المال ، لأن كثيرا من الناس تقول له " لماذا لم تفعل مثل الباقين و تكون ثروة هائلة لأنك مشهور" . وفي جواب عن مدى استقلالية الصحافة بالمغرب رد رشيد أن الأساس هو الاستقلالية المالية ، آنذاك تأتي الاستقلالية في خط التحرير. والاستقلال ليس هو الحياد ، بل علينا - يقول نيني - أن نحمي العدل والكرامة و الحرية ، فمع هاته القيم نحن غير مستقلين ، بل ندافع عنها. و مصادر الأخبار إما عبارة عن أدلة ووثائق أو هي موثوقة ، وعند نشر أخبار ما قد تكون هناك متابعة ، وهذا شيء عادي حتى دوليا ، فجريدة لوموند الفرنسية مثلا لديها عدة محاكمات عبر التاريخ. وعن مصادر التمويل قال عميد الصحافة المغربية إنهم ثلاثة مساهمين آمنوا بخطنا التحريري ، وسماهم في آخر البرنامج فقال هم أخي و صديقي إبراهيم منصور ، والصحفية مراسلة الجزيرة سابقا إقبال إلهامي. و أكد أن الجسم الصحفي في المغرب عليل و إصلاحه يستوجب مشاورة الصحفيين ، فرغم تضحياته – يقول نيني – لم يستدع ليشارك برأيه في الإعداد لقانون الصحافة الجاري، و يقصد اللجنة العلمية الاستشارية المكلفة بدراسة مسودات مشاريع القوانين المتعلقة بمشروع مدونة الصحافة والنشر ، فكأنهم يعتبرونه غير موجود. وفي خمسة عشر دقيقة الأخيرة من البرنامج طرحت أسئلة على نيني حول جريدتي المساء السابقة والأخبار اللاحقة ، فأكد أن خروجه من المساء كان عبر التراضي ، و أن حصصه من الأسهم بيعت ولا تتعدى 25 في المائة من مجموع الأسهم. وقد توصل بماله كاملا ، وبهذا المال بدأ مشروعه الجديد. وقال بأن "الشمس تشرق على الجميع " ، وهناك متسع في المكان لعدة جرائد ، ولكل جريدة قراؤها ، وليست له أية حسابات مع أي أحد ، لأن الكتابة تقوم على التسامح والبحث عن الخبر لا على الحسابات. لكنه أشار إلى أن هناك حالة القطيعة مع البعض. وستسير جريدة الأخبار في نفس اتجاه المساء السابق ، مع التركيز على جنس التحقيقات والروبورتاجات ، والأخبار. مع إعادة الاعتبار لفن نبيل هو فن الكاريكاتير ، حيث لأول مرة يجتمع أربعة او خمسة رسامين للكاريكاتير في جريدة واحدة. وحول استدعاء رضوان حفياني مدير النشر للجريدة الجديدة من طرف المخابرات بالمحمدية ، قال عميد الصحافة المغربية إن الاستجواب استمر 10 دقائق ، وأنه كان حول الانتماء السياسي والنقابي ، وتمنى أن تمر الأمور عادية. و حول صفته بالمولود الجديد قال رشيد نيني إنه الرئيس المؤسس والمدير العام وكاتب عمود. وقد تطرق في اللقاء للقائه ببنكيران الذي دعاه لوجبة عشاء وصفها بالعادية ، وأنه لم يتطرق معه لأي موضوع هام كجريدة الأخبار ، وتحدث عن قيمة اليوسفي الذي زاره أيضا. كما ذكر أن الخلفي اتصل به مساء الخميس ليرن جرس هاتفه الذي أصبح لا يرن أبدا بعد انقطاع اتصال الأصدقاء به بعد خروجه من السجن.