صدر ضمن منشورات المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو- دراسة بعنوان: (الأدوار الثقافية للمجتمع المدني من أجل تعزيز الحوار والسلم في العالم الإسلامي). وقد سبق للمؤتمر الإسلامي السابع لوزراء الثقافة (ديسمبر 2011) أن صادق على هذه الوثيقة، وكلف المنظمة بعقد منتدى دولي للمنظمات غير الحكومية في العالم الإسلامي في ذات الموضوع خلال سنة 2013، ورفع تقرير عن أعماله إلى الدورة المقبلة للمؤتمر التي ستنعقد في المدينةالمنورة بمناسبة اختيارها عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2013. وقد صدرت الدراسة بلغات عمل المنظمة الثلاث، العربية والإنجليزية والفرنسية. وتقع النسخة العربية في 56 صفحة من القطع المتوسط. وفي تقديم الدراسة، أوضح المدير العام للإيسيسكو أن "إشراك المجتمع المدني في بلورة السياسات الثقافية أحد اهتمامات المجتمع الدولي منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي، من خلال الدعوة إلى تفويت جزء من تدبير الشأن الثقافي من السلطات العمومية إلى المجتمع المدني. أما في دول العالم الإسلامي، فقد أهملت السياسات المتبعة قضايا المجتمع المدني، مما فسح المجال شاغراً لمنظمات وهيئات أجنبية عملت على استغلال براءة الأطفال والفئات المهمشة نتيجة الفقر والمرض والجهل لتمرير أولويات وافدة مغرضة، هدَّدت التماسك المجتمعي في الدول الإسلامية، وعملت على الطعن في القيم الحضارية الإسلامية المؤسسة للهوية، والمكَيِّفة للوعي والوجدان، والمُنتجة للقيم الرمزية، ومحاولة استبدالها بأنظمة أخرى غريبة تم فرضها باسم الحرية، إما ترغيباً أو ترهيباً..." وأضاف: "إن إحساس المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو- بأهمية عمل المجتمع المدني، وفي ضوء ما يعرفه العالم العربي الإسلامي من تحولات وانتقالات نحو الديموقراطية وتعزيز منظومة حقوق الإنسان، والمطالبة بمزيد من مشاركة الشباب والنساء في إبداع نموذج للمواطنة وفق تعاقدات جديدة، قد دفعها بصفتها بيت خبرة العالم الإسلامي في قضايا التربية والعلوم والثقافة والاتصال، إلى إعداد هذه الدراسة لمعرفة الأدوار الثقافية التي يمكن أن يضطلع بها المجتمع المدني، ويفوت على أعداء الأمة الإسلامية استقطاب هيئات هذا المجتمع. ويأتي في مقدمة هذه الأدوار الثقافية، إشاعة قيم الحوار والعدل والسلم، باعتبارها قيماً إسلامية وإنسانية".