تتشدق بعض وسائل الاعلام الوطنية بحرية الصحافة في المغرب و التطور الذي عرفته في السنوات الاخيرة متذرعة في تقديرها للامر بتحرير السمعي -البصري حيث اصبح القارئ من منظورها يطلع في الصحف على اخبار الدنيا كلها بفضل الصحافة الورقية المزدهرة في بلادنا.لكن هذه الظاهرة التفاؤلية تراجعت في الشهور الاخيرة بعد ان انقلبت الاية و تم تضييق الخناق على بعض الجرائد التي كشفت عن المستور و زج في السجون باصحابها منهم رؤساء التحرير كما وقع مؤخرا لمدير جريدة المساء اضافة الى محاكمات مدوية فرضت اغلاق البعض من المؤسسات الاعلامية و تغريمها بملايين الدراهم فعانى الصحفيون من تبعات الطرد و دخلوا عالم البطالة لانهم تخطو الخطوط الحمراء المسطرة من طرف صناع القرار الذين يشجعون الحريات ظاهريا و يقفون امام الكتابات الجريئة . و قد خلف هذا الوضع المتناقض حالة غير مستقرة في ادبيات المهنة حيث تراجع البعض منهم عن خطه التحريري السابق ليضمن لنفسه الاستمرارية في ما تحول بعضهم الاخر الى نقيض افكاره و سبح مع التيار المطبل فاستفاذ اصحابه من هبات و امتيازات و صلت الى ملايين الدراهم لينعموا في جهلهم برسالة الصحافة و لتموت هي في بؤسها و تبقى صحافة الارتزاق و التنكر للمبادئ في المغرب تعيش على -الكميلة - مقابل صمتها على الملفات الاخلاقية والسياسية و القضائية التي تارق اصحاب النفوذ و الجاه الذين يكرهون الصحافة و اهلها . وانا اتسائل عن مصير الشباب الاعلامي الذين اقتحموا هذه الاجواء غير السليمة و مدى قدرتهم على تحصين ذواتهم من الاغراءات المادية و المعنوية التي قد تضع مستقبلهم المهني على المحك في عصر ثورة التواصل و عولمة الاعلام . و سوف تبقى صحافة -الكميلة - هي المسيطرة على الاجواء الى ان تثور الاقلام النظيفة و تحقق الاهداف للرفع من حرية التعبير في المغرب و يشرق عهد جديد في خضم التحولات التي يعرفها المعرب والخطوات الكبيرة الذي شهدها المغرب بعد الخطاب الملكي 9 مارس للنهوض بالاصلاحات السياسية والاقتصادية و الاجتماعية بعد التحرك الشعبي للقيام باصلاحات جوهرية و عميقة للاوضاع. فإلى متى سيبقى المشهد الإعلامي لا يخدم المصالح العليا للشعب المغربي ؟؟؟