جانب من الاجتماعات التحضيرية التي تجري استعدادا للقمة التي ستعقد نهاية الأسبوع (الفرنسية) تحظى قمة دول حركة عدم الانحياز التي ستعقد على مستوى القادة في طهران يومي 30 و31 من شهر أغسطس/آب الجاري بأهمية خاصة من قبل الإيرانيين، لا سيما أنهم سيستقبلون كبار الزعماء من 120 دولة مشاركة، ومنهم من يزور طهران للمرة الأولى كالرئيسين المصري والفلسطيني. وبدت ملامح الاهتمام جلية في وسائل الإعلام المختلفة فضلاً عن الإجراءات الأمنية المشددة شمالي وغربي العاصمة، حيث تقع أهم الفنادق والمبنى الذي ستعقد فيه القمة. واعتبر كثيرون أن اللقاءات والاجتماعات التي ستجرى على هامش أعمال القمة أو خلف كواليسها ستشكل فرصة لطهران لتفعيل دور الحركة، كما ستمنحها أهمية خاصة على الصعيدين الإقليمي والدولي، خصوصا أن إيران ستوقع اتفاقيات اقتصادية مع بعض البلدان، وستعيد بناء علاقاتها الثنائية على كافة الصعد مع بلدان أخرى. كواليس القمة وفضلاً عن تناول القمة لقضايا أساسية أعلنت عنها طهران أمس الأحد في الاجتماع التحضيري، والتي كان أهمها إصلاح النظام الدولي ورفض التدخل الأجنبي في الدول التي تمر بأزمات داخلية، فمن المنتظر أن توضع ملفات أخرى على طاولة حوار دول حركة عدم الانحياز. ولعل أهم هذه الملفات سيكون البرنامج النووي الإيراني، فقد ترددت أنباء عن تنظيم البلاد جولة للوفود المشاركة على منشآتها النووية، إضافة إلى طرح حلول للأزمة السورية بمناقشة المقترح المصري الذي يسعى لإنشاء مجموعة اتصال تضم إيران وتركيا ومصر والسعودية، وفق توقعات خبراء إستراتيجيين. وبحسب رئيس تحرير صحيفة إيران ديلي عماد أبشناس، فإن طهران ستسعي لمناقشة تفعيل حركة عدم الانحياز بشكل أكبر على الساحة الدولية، لا سيما أنها ستتسلم رئاسة الحركة من مصر لمدة ثلاث سنوات. ويتوقع أبشناس أن تضع إيران على طاولة المجتمعين في القمة ملفاً يسعى لتحويل حركة عدم الانحياز إلى منظمة دولية، لها أمانة عامة وسكرتارية وميثاق. وقال للجزيرة نت إن بلاده قد تطرح تشكيل لجان بين الدول الأعضاء لحلحلة المشاكل والأزمات التي تلحق ببلادهم، أو الاختلافات التي تقع بين الدول الأعضاء أو مع غير الأعضاء. وأضاف أن مصادر مطلعة تحدثت عن اتفاقيات اقتصادية بقيمة 60 مليار دولار ستوقعها طهران مع بعض الدول على هامش القمة، الأمر الذي سيساعد البلاد على النهوض باقتصادها قليلاً بعد العقوبات الدولية التي فرضت عليها بسبب البرنامج النووي. وقد تشكل تلك الاتفاقيات تحدياً جديدا بين إيران وبعض الدول الكبرى التي اختلفت معها بسبب برنامجها النووي، حسب رئيس تحرير صحيفة إيران ديلي الذي قال إن طهران ستسعى لتسويق وجهة نظرها في بعض القضايا سواء خلال الاجتماع أو في الكواليس. وأعرب عن اعتقاده بأن إيران ستستغل الفرصة لتصحيح العلاقات مع بعض الأطراف كمصر التي سيحضر رئيسها محمد مرسي في زيارة تنهي قطيعة دامت أكثر من ثلاثة عقود. إجراءات أمنية وفي سياق مواز، تهتم الجهات الإيرانية بتطبيق إجراءات أمنية مشددة من خلال التعاون والتنسيق بين وزارة الداخلية والاستخبارات وقوات الشرطة لتأمين العاصمة طهران، خلال هذا الأسبوع. وأشار وزير الاستخبارات الإيراني حيدر مصلحي في تصريح له الأحد إلى أنه "تم أخذ جميع الاحتمالات بعين الاعتبار، وتم توزيع العمل بين الأجهزة الأمنية المختلفة"، مضيفا أنه رغم المؤامرات التي يحوكها "من يسعون لإثارة الفتن في إيران"، إلا أن البلاد تعيش أوضاعاً مستقرة. وقرأ البعض تصريحه على أنه يوجه تحذيراً للمعارضة الإيرانية في الخارج، إلا أنه يعني الأشخاص الذين يخلون بالأمن سواء في الداخل أو الخارج، كما رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة طهران فؤاد أيزدي. وأضاف أيزدي للجزيرة نت، أن وزير الاستخبارات لم يقصد مجموعة معينة، وهذا النوع من التحذيرات طبيعي في أي بلد عندما تستضيف مؤتمراً بهذا الحجم. ورأى أن استضافة زعماء كبار يشكل تحدياً أمام البلد المضيف أياً كان، وطهران ترى في قمة دول حركة عدم الانحياز أهمية خاصة مما يستدعي كل هذه الإجراءات. وأضاف أن لإيران أعداء أبرزهم إسرائيل، التي اتهمتها البلاد سابقا باختراق أمنها واغتيال علماء نويين إيرانيين، لذا يجب اتخاذ كل الاحتياطات والتدابير الأمنية. ** المصدر: الجزيرة نت