بعد مرور 166 سنة على ذكرى محرقة قبيلة دوار أولاد رياح، الواقع فوق تراب بلدية النقمارية في أقصى الجهة الشرقية على بعد 80 كلم عن ولاية مستغانم، حيث نفذ جنود الاحتلال الفرنسي بقيادة السفاح بيليسي، ذات 20 جوان 1845، أبشع جريمة ضد الإنسانية من خلال إبادة حوالي 1200 شخص بينهم نساء وأطفال وشيوخ من قبيلة أولاد الرياح أبيدوا خنقا، رفقة حيواناتهم داخل مغارة غار الفراشيح بواسطة دخان النيران المشتعلة أمام مدخل المغارة لمدة يومين كاملين، تعود الذكرى هذه السنة باكتشاف أسرار وشواهد جديدة عن بشاعة الجريمة من خلال عثور فرقة من الباحثين التابعة لجامعة مستغانم، على عظام وجماجم وكذا أدوات منزلية على مستوى مسرح الجريمة التي مر عليها اليوم 166 سنة. كانت الصدمة كبيرة ومدوية، عندما وقعت أعين أساتذة جامعة مستغانم على بقايا عظام بشرية أثناء قيام هذا الفريق منذ أسبوع بجولة استطلاعية على مستوى المنطقة التي شهدت أول محرقة في التاريخ الاستعماري الحديث. وتندرج هذه العملية في إطار تحضيرات الملتقى الوطني حول مجازر الاستعمار الفرنسي والذي بادرت جامعة مستغانم إلى تنظيمه في سياق مشروع طموح يرمي إلى إعادة ترميم الذاكرة الوطنية من خلال تسليط الضوء وفق مناهج علمية وسوسيو اجتماعية على صفحة مؤلمة من التاريخ الاستعماري الذي يحاول اليوم سياسيو قصر الاليزي التباهي به، على أساس أن الاستعمار جلب الحضارة والتحضر للجزائريين. وتم العثور على بقايا العظام على مستوى الطبقات السفلى للمغارة على عمق 50 مترا عن مدخل غار الفراشيح، حيث تعتبر هذه الزيارة الأولى من نوعها يقوم بها فريق بحث لهذه المستويات من المغارة حيث سبق وأن استهدفت زيارات مختلف الوفود للمغارة الجزء العلوي منها، إذ لا تزال أجزاء كبيرة من الطبقات الكلسية للمغارة تحتفظ ببقايا لهيب ألسنة النيران في شكل بقع سوداء.