هل أنت سعيدة بعد أن ضحيت بوظيفتك من أجل رضا خطيبك؟ هل أنت راضية عن نفسك لأن زوجك طلب منك ترك دراستك والانتباه للبيت والأولاد أكثر فمستقبلهم أهم؟ هل أنت مرتاحة لأنك تركت منحتك الدراسية إلى الخارج من أجل تجنب البعد والمشاكل في زواجك؟ إنها مجموعة تضحيات نقوم بها جميعا لاستمرار الحياة الزوجية بهدوء، أحياناً تكسرنا تضحياتنا وأحيانا نقوم بها برضا، وأحيانا نظل نذكر الشريك بها، وأحيانا نظل نحس بالحزن وشيء من الندم. ولكن في الغالب الأعم تكون المرأة هي من يقوم بهذه التضحيات وهي المطالبة بالتخلي عن إنجازات وأحلام كانت تعني لها شيئاً. ولكن ليس بالضرورة أن تُسهم تنازلات وتضحيات أحد شريكي الحياة من أجل إرضاء الآخر في دعم العلاقة بينهما على الدوام؛ حيث أظهرت نتائج دراسة حديثة تم إجراؤها في جامعة سان فرانسيسكو الأميركية أن الدافع وراء هذه التضحية هو العامل الأساسي في نجاح العلاقة بعد ذلك أو فشلها. وأوضحت الدراسة أن مَن يرغب في تحقيق أهداف إيجابية مع شريك حياته من خلال هذه التضحية، كأن يكون طامحاً مثلاً في إرضائه وجعله سعيداً أو يود أن يُزيد بذلك جو الألفة والمودة بينهما، هو فقط الذي ستُؤتي التضحية معه ثمارها. بينما يختلف الأمر تماماً، إذا ما كانت التضحية بدافع تجنب وقوع أحداث سلبية، كأن يقدم الإنسان مثلاً التضحية من أجل تجنب الدخول في صراع أو خلاف مع شريك حياته أو أنه يُعطل بها قرار الانفصال؛ حيث غالباً ما تنتهي مثل هذه التضحيات بتصعيد الموقف بين شريكي الحياة، بل وعادةً ما تنتهي العلاقة بينهما تماماً. وقد تم التوصل إلى هذه النتيجة بعد سؤال 162 شخصاً عمّا إذا كانوا يشعرون أن حياتهم أصبحت أكثر استقراراً وإذا ما ازدادت سعادتهم مع شركاء حياتهم بعد تقديم التضحية من أجل شريك الحياة أم لا.