دعا الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة - إيسيسكو-، إلى تشكيل وفد من العلماء المسلمين من أجل زيارة جمهورية مالي، للحوار مع الجماعات المسلحة التي تسيطر على شمال مالي، من أجل الحفاظ على المعالم الحضارية التي تزخر بها المنطقة، وخاصة مدينة تمبكتو التاريخية. وقال المدير العام للإيسيسكو، في مؤتمر صحافي عقده صباح اليوم الثلاثاء 10 يوليوز الجاري في الرباط، إن الإيسيسكو ستوفد قريباً خبيراً متخصصاً في الآثار الإسلامية بالتنسيق مع حكومة جمهورية مالي، لتقييم حجم الأضرار التي تعرضت لها بعض الآثار التاريخية في مدينة تمبكتو في الفترة الأخيرة جراء إقدام جماعات مسلحة على هدم عدد منها وتخريبها. وأشار في أجوبته عن أسئلة ممثلي وسائل الإعلام، إلى أن الإيسيسكو بادرت بمجرد انتشار خبر هدم هذه المعالم، إلى إصدار بيان دعت فيه إلى عدم المساس بآثار مدينة تمبكتو، باعتبارها تراثاً إنسانياً، وحثت الدول الأعضاء على التدخل لضمان حماية هذه المعالم التاريخية التي تعد ملكاً للعالم الإسلامي وللحضارة الإنسانية. وقال إن الإيسيسكو وفي إطار اختصاصاتها، اتصلت باليونسكو وغيرها من المنظمات الدولية والإقليمية المهتمة بالشأن الثقافي، من أجل التحرك المشترك لإنقاذ ما تبقى من التراث الحضاري في المدينة، والحفاظ عليه، ودعوة المجتمع الدولي إلى القيام بدوره لصون هذا التراث. وشدد المدير العام للإيسيسكو في حديثه على أن الحوار بالتي هي أحسن، هو السبيل الأنجع لتحقيق النتائج المرجوة، محذراً من التدخل العسكري في المنطقة، لما سيخلفه من أضرار جسيمة ستأتي على الأخضر واليابس، وستكون عواقبها وخيمة على الإنسان وعلى التراث الحضاري والثقافي في المنطقة. ودعا المدير العام إلى الالتزام بالمنهج النبوي في التعامل مع المسائل الشرعية والبعد عن التطرف في الفكر والسلوك، لأن الإسلام دين الرحمة واليسر.