يتوجه الناخبون في الجزائر اليوم الخميس إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات تشريعية دعي إلى المشاركة فيها أكثر من 21 مليون ناخب لاختيار 462 مرشحا ينتمون إلى 44 حزبا، بالإضافة إلى عدد كبير من المستقلين. ويوجد حوالي مليون ناخب يعيشون في الخارج بدؤوا التصويت في الخامس من الشهر الجاري ما عدا الذين يعيشون في فرنسا الذين بدؤوا التصويت الثلاثاء بسبب الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي جرت الأحد. وقبيل بدء الاقتراع يسود تخوف من عزوف الناخبين بعدما امتنع المواطنون عن حضور المهرجانات الانتخابية، كما أن التخوف مرده العزوف القياسي الذي سجل في انتخابات 2007 حيث بلغت نسبة الامتناع عن التصويت 64%. بوتفليقة ولم يفوت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في الآونة الأخيرة أي فرصة لدعوة الجزائريين إلى التصويت بكثافة، حتى إنه شبّه العاشر من مايو/أيار بتاريخ اندلاع حرب تحرير الجزائر في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 1954. وحث بوتفليقة في خطاب ألقاه الثلاثاء بسطيف شرقي البلاد جميع الجزائريين على الخروج يوم الاقتراع ل"خوض مرحلة جديدة من مسيرة التنمية والإصلاحات والتطور الديمقراطي". ودعا الشباب إلى التصدي لمن أسماهم دعاة الفتنة والفرقة ولما وصفها بحسابات التدخل الأجنبي. واعتبر الرئيس الجزائري أن المجلس الشعبي الوطني (مجلس النواب) القادم سيكون مغايرا من حيث المشاركة الأوسع لمختلف التيارات السياسية وللنساء والشباب على قوائم الترشيحات. ومن المنتظر أن يكون للنساء في هذه الانتخابات أكبر عدد من المقاعد منذ استقلال الجزائر قبل خمسين عاما، وذلك بقوة قانون التمثيل النسوي في المجالس المنتخبة، وهو أحد قوانين الإصلاح التي أطلقها بوتفليقة والذي يفرض تمثيل النساء بنسبة من 20 إلى 50%. الإسلاميون ويؤكد الإسلاميون أنهم سيصبحون "القوة السياسية الأولى" في الانتخابات التي تأتي بعد سنة من إعلان بوتفليقة إصلاحات سياسية لتفادي ثورة في الجزائر ظهرت بوادرها باحتجاجات شعبية ضد غلاء الأسعار في يناير/كانون الثاني 2011 وأسفرت عن سقوط خمسة قتلى و800 جريح. ويشارك الإسلاميون بسبعة أحزاب منها ثلاثة متحالفة تحت اسم تكتل "الجزائر الخضراء" يضم حركة مجتمع السلم والنهضة والإصلاح، بالإضافة إلى جبهة التغيير وجبهة العدالة والتنمية وجبهة الجزائرالجديدة وحزب الحرية والعدالة. وقال قادة أحزاب التحالف الإسلامي إنهم متأكدون من الفوز إذا كانت الانتخابات نزيهة ولم يشبها التزوير، وأعلنوا أنهم يحضرون "بجدية" لتشكيل الحكومة. كما أبدى رئيس جبهة العدالة والتنمية الإسلامي عبد الله جاب الله ثقته في حصول حزبه على "المرتبة الأولى" إذا كانت الانتخابات نزيهة ولو بنسبة 80%، على حد تعبيره. ولم يخف جاب الله تخوفه من إمكانية حصول تزوير، محملا الرئيس بوتفليقة مسؤولية ذلك في حالة حصوله.