له كاريزما خاصة، إطلالته مميزة، تخلى عن "البريستيج" ليرتدي لباس العفو والسموحة عن كل من يترقب هفواته...أخطائه...لا لشيء إلا لأنه انتصر للحب واتخذ منه ملكوته الخاص، يُسبح بحمد أشعار أوراق الزيتون ويقدس بمقالات أسلوبه الشجي المثير،الذي يستفز مشاعر قرائه حينا ويتداعى عشاق القلم الحر عليه كما يتداعى دعاة تسونامي الفوضى أحيانا أخرى . منتصب القامة يمشي كعادته، واثق الخطوة يمشي ملكا،يمضي ولسان حاله يقول: أنا نصير الاثنتين، أنا بيكاسو الكلمة،أنا من نظر الأعمى إلى أدبي...وأسمعت أشعاري لمن به صمم ،أنا نجم من نجوم بلاط صاحبة الجلالة ،حفرت فيها اسمي وخلدت فيها ذاكرتي باسم الحب، باسم عشقي لحواء،باسم الضاد،باسم عروبتي ولغة أجدادي. من لا يعرف الإعلامي محمد أبوعبيد ذو الجذور الفلسطينية،يتبادر إلى ذهنه ذاك المذيع التقليدي الذي يرتدي بذلة وربطة عنق ويبدأ في اجترار ما يكتب له من أخبار على مسامع ومرأى مشاهديه، بل على العكس من ذلك محمد أبوعبيد إعلامي بما تحمله الكلمة من معنى ،يجذب قرائه بمقالاته وخواطره،ومشاهديه عبر أخبار صباحية بنكهة العربية، يُذوب في فنجانها قطعتين :من تواضعه وكفاءته ،كما ذوب في دم كل عشاقه ومحبيه وردتين: متعة يومية عبر تواصله اليومي مع أصدقائه دون تمييز أو ترفع ،صدوقا صادق العهد مخلصا وبلباقته وإتقانه لفن المحادثة كما عود أصدقائه على شبكات التواصل الاجتماعي. هتف للحب عبر تأملاته "الطازة" كما يحلو له تسميتها ،غنى للحرية عبر ترانيم العشق للوطن الأم،وهو الذي ذاق ويلات الاعتقال بسجون الاحتلال،ضاربا عرض الحائط كل دعاة تحجير العقول،والفكر الظلامي الهدام،متمرد بطبعه ،ليس انتقاصا من رجولته أن يكون مناصرا للمرأة ،عاشقا لها في زمن "شريعة ذكورابي" ،عيروه بالشيب رغم صغر سنه ،فزاده هيبة ووقارا،"نزار فلسطين " أو "سفير الحدث" بصم بمداد من فخر حياته المهنية وزادُه أم محمد "محكمته العادلة "كما يحلو له وصفها دائما ،تخطى بها ومعها كل الصعاب بعالم مفرط في حساسيته في كل شيء. تحوم حول الإعلامي ابوعبيد الشائعات أينما حل وارتحل على خلفية مواقفه الجريئة وغير التقليدية،يشار له بالبنان غالبا من ذوي الأفق الضيق فهو بنظرهم إما علماني من دعاة الإباحية وإما كازانوفا زمانه،ومابين الأفق الضيق والمستنير تكونت شخصية فريدة من نوعها ،إعلامية بامتياز،تمكنت من حصد عدد كبير من المعجبين والقراء في ظرف وجيز. شخصية الإعلامي أبو عبيد دفعتني لصبر أغوارها واستفزتني لإثارة تساؤل علي أجد له جوابا:أشخاص لا نعرفهم .. لم نراهم...فقط انجذبنا لكتاباتهم...لخطهم التحريري...لغيرتهم على وطنهم....حروفهم لامست فينا واقعا نعيشه... فهل ممكن أن يصل بنا حرصنا على تتبع مقالات كاتب إلى درجة الافتتان بالفكر والأسلوب وبالشخص ذاته، ومتى يتعدى عشق القلم الخطوط الحمراء المرسومة له،وهل حب القلم مرفوض ومن يتحمل وزره. ننتظر أقلامهم بشغف لكي نكتب تعليقا،بشفافية واحترام لأقلامهم ولم لا لشخصهم المجهول، فمن تكون يا صاحب الظل الخفيف؟