صالح الحربي، اسم تشكيلي و شعري سعودي معروف تتردده مجموعة من الجهات الإعلامية و النقدية العربية، تماما مثلما تعرفه معظم الأسماء الأدبية والتشكيلية بالمغرب الذي يصر، كما يصرح لي دوما بذلك، على اعتباره بلده الثاني والذي - صالح طبعا - يحلو لي، وكما عرفته، ثم عهدته، وعن قرب كمغربي، تسميته بالشاعر والمواطن المغربي الحامل للجنسية السعودية من شدة معرفته الجغرافية والطبيعية لبلدي شبرا شبرا و من كثرة الصداقات التي تجمعه منذ ما يفوق العقدين من الزمان بمعظم الأدباء والتشكيليين المغاربة روادا و شبابا ...صالح الحربي الذي كنت أقرأ له و أسمع عنه منذ مدة ليست بالهينة كواحد من أجمل وأعذب أصواتنا الشعرية العربية المنفتحة على روح العصر والمتمسكة غاية التمسك بإنسانية الإنسان وجمالية الكون، تعرفت عليه عن قرب بفضل الموقع الثقافي الإلكتروني العربي الذائع الصيت «دروب»، فكان أن حدث بيننا تبادل قراءات لإبداعاتنا، ثم التعرف إلى بعضنا البعض عبر تبادل الرسائل الإلكترونية والمكالمات الهاتفية والأعمال الأدبية المطبوعة ورقيا لنتوج كل هذا بلقاءات مباشرة في بيتي بمدينة سلا التي لا يفصلها عن الرباط سوى وادي أبي رقراق الهادئ بزرقته التي تفتح الشهية الإبداعية... تعرفي عن قرب بصالح جعلني أكتشف فيه حبه الكبير للمغرب وللمغاربة إلى درجة أن المغرب هو البلد العربي الوحيد الذي زاره أكثر من خمسين مرة .... حب صالح للمغرب والمغاربة تأكد لي كذلك إبداعيا، وأنا أقرأ ما نظمه شعرا ديوانه الشعري الأنيق الصادر في بيروت بعنوان غاية في الرقة والشاعرية ، بل، وكذلك في غاية الإيغال في السؤال الرومانسي المرتبط أشد الارتباط الوثيق بالسؤال الوجودي الفلسفي: (أرى نسوة يسقين الجثث) ... هذا الديوان ، بالتحديد، لصالح الحربي الذي اعتبره شخصيا كمبدع من المغرب الأكثر تجسيدا للروح الشعرية الحداثية التي تسكنه من حيث الانتماء الشعري جعلني أتأكد بالملموس من الحب الذي يكنه صالح للشعر المغربي المعاصر على الخصوص ولرموزه ورواده وهو يعنون ثلاث قصائد من ديوانه هذا بأسماء ثلاث من رموز ورواد القصيدة المغربية المعاصرة في شخص الشعراء المغاربة: محمد بنيس ومحمد الأشعري وحسن نجمي فضلا عن تدبيجه لمعظم قصائد ديوانه الأخير هذا بإهداءات لمجموعة من رموز نفس القصيدة... في هذا السياق يسرني غاية السرور ان أنقل الى عشاق الكلمة الشعرية نصوص القصائد الثلاث التي سبق وذكرت أنها عنونت باسم ثلاثة من رموزها والتي و كما جاءت في :» أرى نسوة يسقين الجثث» وفق التراتبية التالية: 1) محمد بنيس: طاولة المقهى التي .. احتضنت نظارته الطبية وقلمه الحبر أصبحت.. حبلى بقصائد مترجمة 2) محمد الأشعري: مضى أكثر من شهر لم أر ابتسامته إلا .. في فنجان قهوتي هذا الصباح 3) حسن نجمي: يترك وجهه قابعا .. في .. كف يدي ثم ينسل .. حين تراودني الكتابة