إعتاد الجميع أن يراها بابتسامتها المشرقة تحمل في يديها إما كيسا من الحلوى أو باقة ورود، فتجوب تظاهرات حركة 20 فبراير وتوزعها على الجميع، الصغير قبل الكبير، المتظاهر والمتجول، لا تستثني ورودها احدا حتى رجال الأمن الذين لم يستثنها عنفهم في مسيرة 22 ماي بالدار البيضاء. كانت الحقوقية السعدية الولوس كعادتها تحمل ورودا في يديها في الوقت الذي تدخلت قوات الأمن "السيمي - القوات المساعدة" لفض المسيرة السلمية التي دعت إليها حركة 20 فبراير إنطلاقا من شارع الشجر بالدار البيضاء، مساء الأحد 22 ماي، لكن هذا لم يمنعها من التشبث بمبدأ السلمية والحضارية فظلت متمسكة بورودها رغم آلام هراوات رجال الأمن. تحكي السعدية عن يوم 22 ماي قائلة:"كان يوما مشمسا كالذي ننتظره طول السنة من أجل الخوض في مياه سواحلنا الزرقاء، لكن ما ميزه أننا قررنا أن نعرب فيه عن استيائنا من الوضع في المغرب، فانضممت إلى حركة 20 فبراير في مسيرتها السلمية، وكالعادة اخترت أن أعرض بوضوح موقف الحركة فيما يتعلق بالطابع السلمي للمسيرات والاعتصام مع التلويح بسلاحي (القاتل !!) وردة... رمز الحب والإخاء والسلام... الوردة تتبادل، تعطى، تهدى لكن في المقابل غُير لي تماما هذا الأحد الشهير بالدار البيضاء مقابل ضربات، شتائم، مصارعات و اعتقال. قوات الشرطة تحمل (على الدراجات، و سيرا على الأقدام) على المارة، شباب الحركة ، و أيضا الأطفال والنساء " وتضيف السعدية في حديث لها مع مراسل "أون مغاربية" :"استوقفني رجل أمن يركب دراجة نارية وطلب مني البطاقة الوطنية، لكن ما أضحكني هو قوله لي: أنت لا تسكنين بحي سباتة فلم تتجولين هنا؟، فقلت له هل هناك قانون يفرض على المرء أن يتجول في حيه فقط، فسألني، هل أنت فرنسية؟ حينها قلت له لا انا شلحة، فلم يرقه الأمر البتة". وبعد أن أعاد لها الشرطي بطاقتها التعريفية صرخ في وجهها بالإنصراف، لكنها ما إن إلتحقت برفيقاتها حتى بدؤوا بضرب الشباب ودفع النساء بعنف وكلام ساقط، حسب تعبير السعدية التي أضافت:"دهسني أحدهم بدراجته النارية، وضربني بقدمه مما افقدني توازني وسقطت أرضا". سقطت السعدية على الأرض، نفضت ملابسها، وجلست على الرصيف، لكنها لم تفلت أبدا ورودها وظلت متمسكة بها قائلة:" لن نتخلى عن مطالبنا، وسنبقي الورود لدينا...هذا يذكرني بخطاب الرئيس الراحل ياسر عرفات الذي قال : "لدي في يدي غصن زيتون وبندقية في اليد الأخرى... تأكدو من أن لا أسقط غصن الزيتون.. ""، وأضافت:" من جهتي لدي الورود في كلتا يداي... ولكن إلى متى؟ ".