بعد طول انتظار، أطل شهر نونبر الذي طالما اشرأبت إليه شريحة واسعة من المعطلين من حملة الشواهد العليا باعتباره موعد ا لتدبير ملفهم .. بيد أن إطلالة هذا الشهر لم تحمل معها أي جديد يشيع البهجة في نفوس تلك الشريحة كما كانت ترتجي ، لتختفي بذلك بسمات الأمل التي رافقت ملامح المعطلين مذ ظفرهم باتفاق تعهد بموجبه أصحاب القرار بفك قيود عطالتهم مستهل هذا الشهر. هكذا يلوذ المعطلون بالانتظار مجددا ليخوضوا غمار شوطه الثاني مكرهين غير طائعين بعد أن توارى عن أنظارهم خلف ستار التحضيرات الانتخابية مسؤولون دغدغوا يوما عواطفهم بتوقيع محضر يبشرهم بالتوظيف . كان البعض من المعطلين المترقبين يمني نفسه في أن يلتقي خلال هذا الشهر عيدان ، عيد الأضحى وعيد التوظيف.. غير أن الرياح سارت بما لا تشتهيه سفن التمني.. هكذا سينبلج صباح عيد الأضحى وقد امتزجت فيه لدى المعطلين بهجة المناسبة بحسرة التوظيف. هي أيام إذن وتنصرم أيام العيد بأفراحها ليجد المعطلون أنفسهم مجبرين على فتح صفحة الإعتصامات بعد أن طويت ولو لحين صفحة التوظيفات. في خضم هذا الترقب الممزوج بالسآمة والملل الذي يئن المعطلون تحت وطأته ، تلمع في أذهانهم تساؤلات شتى حول مستقبل ذلك المحضر الذي وقعه يوم 20 يوليوز الماضي مسؤولو القطاعات الحكومية وقد التزموا بإدماج أولائك المعطلين في أسلاك الوظيفة خلال الشهر الجاري. وهاهو الموعد قد أزف دون أن ينبس أي مسؤول حكومي بكلمة حول ما يجري ليبقى المعطلون المعنيون متوجسين مترقبين الذي قد يأتي عاجلا أم آجلا، وهم في كل الأحوال متيقنون أن أجرأة محضرهم ضرورة حتمية لا محالة ، ولعل يقينهم ينسجه اعتقادهم بأنهم يعيشون في دولة الحق والقانون التي لا يمكن أن تتنصل من التزام ممهور بخاتمها ، كما أنهم من جهة أخرى يملكون من الحزم والعزيمة ما يجعل اعتصاماتهم واحتجاجاتهم التي يجري التحضير لها متواصلة لا يردعها رادع غير إحقاق حقهم. ولأن الظرفية الانتقالية الراهنة وما يرافقها من ترتيبات للاستحقاقات الانتخابية جعلت أصحاب القرار منهمكين في انشغالات بعيدة كل البعد عن تطلعات المعطلين المترقبين ، فإن الخشية من مستقبل الالتزامات الحكومية التي أبرمت خلال ولاية الحكومة الحالية تبقى قائمة سيما في ضوء الخرجات الإعلامية الأخيرة لبعض الأحزاب التي تكرس هذا المنحى. إن الأسبوع الأول من شهر نونبر يكاد ينطوي، وإناء الانتظار قد فاض ، ويبدو أنه لم يبق من مسلك أمام المعطلين المترقبين بعد أن وضع أصحاب القرار في آذانهم وقرا ،إلا أن يؤدنوا في تنسيقياتهم الأربع ليأتوا على كل ضامر من كل صوب وحدب إلى الرباط ليلتئموا في شوارعها معتصمين حاملين فوق أكفهم صورا ويافطات مكبرة للمحضر ليشهدوا الرأي العام الوطني على المعضلة الحقوقية التي حلت بهم في دولة الحق والقانون تحت سقف الدستور الجديد. ---------------------- ** إطار من مجموعة " الفرج " للأطر العليا المعطلة