ثمن البرلمان المغربي بغرفتيه الروح السمحة التي عبر بها جلالة الملك عن الموقف المغربي، وعن الموقف العربي والإسلامي، وعما تشكله مدينة القدس من أهمية قصوى، سواء بالنسبة لأطراف النزاع في منطقة الشرق الأوسط أو بالنسبة لأتباع الديانات السماوية الثلاث، وخصوصية دينية متفردة، وعمق تاريخي حضاري عريق، ورمزية سياسية، وأفق للتعايش والتسامح. ورفض بيان للبرلمان المغربي بمجلسيه، وبكافة مكوناته السياسية والاجتماعية وأجهزته المسؤولة، بإرادة مشتركة، موحدة ووحدوية، قرار رئيس الولاياتالمتحدة الأَمريكية دونالد ترامب، وذلك باعتباره قرارا يفتقد إلى أي سند قانوني أو سياسي أو أخلاقي، ومسا صريحا بالشرعية الدولية وبقرارات الأُمم المتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة. وأضاف المصدر ذاته، أن هذا القرار سيسقط عن الولاياتالمتحدةالأمريكية بدون شك صفة الدولة الكبرى الراعية للسلام في الشرق الأوسط ويحول وضعها الاعتباري من حكم إِلى خصم في مسلسل المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويعدل بقضية القدس، المدينة والمقدسات، من نقطة مدرجة ضمن مفاوضات الحل النهائي إلى أولوية في الصراع والسجال والنقاش، وفي أي تفاوض بين أطراف النزاع. و أوضح البيان أن البرلمانيات والبرلمانيين المغاربة يرفضون القرار الأمريكي جملة وتفصيلا، ويحملون رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية ما ستؤول إليه الأوضاع في الشرق الأوسط وفي العالم من انعدام الثقة في الشرعية الدولية، ولامبالاة بالقانون الدولي، وتنام للكراهية والأحقاد والعنف والتعصب الديني والغلو في الأفكار والتطرف في الأقوال والأفعال، والمزيد من الإحساس بالغبن والظلم وانعدام العدل والإنصاف. يشار أنه انعقدت، الاثنين 11 دجنبر 2017، جلسة برلمانية مشتركة بين كل من مجلسي النواب والمستشارين، وذلك في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى مدينة القدس واعتبارها عاصمة لدولة إسرائيل.