اعتبر البرلمان المغربي أن القرار الذي اتخذته الإدارة الأمريكية والقاضي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها، هو قرار "سيُسْقِطُ عن الولاياتالمتحدة الأَمريكية – بدون شك – صفةَ الدولةِ الكبرى الراعية للسلام في الشرق الأَوسط ويُحوِّل وَضْعَها الاعتباري منْ حَكَمٍ إِلى خَصْمٍِ في مسلسل المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين". وأوضح البرلمان في البيان الختامي الصادر عن الجلسة المشتركة بين مجلس النواب ومجلس المستشارين حول القرار الأَمريكي، أن من شأن الأخير أن "يَعْدِل بقضية القدس، المدينةِ والمقَدَّساتِ، من نقطةٍ مُدْرَجةٍ ضمن مُفَاوَضَاتِ الحَلِّ النهائي إلى أولويةٍ في الصراع والسجال والنقاش، وفي أي تَفَاوُضٍ بين أطراف النزاع، إِذا ما كُتبَ لهذا التفاوض المُفْتَرض أن يَحْدُثَ". وأبرز البيان الذي تمت تلاوته أمس بعد نهاية الجلسة المشتركة، أن "قرار تْرامْبْ يُعْطي الانطباع بإِرادةٍ أمريكية صريحةٍ في وَأْدِ كل أملٍ في الحوار وفي إِقْبَار سيرورةِ التفاوُضِ والبحث عن أُفُقٍ للحل"، معبرا عن رفضه قَرَارَ ترامب، وذلك باعتباره قراراً يفتقد إِلى أَيِّ سَنَدٍ قانوني أو سياسي أو أَخلاقي، وَمَسّاً صريحاً بالشرعية الدولية وبقرارات الأُمم المتحدة ومجلس الأَمن ذات الصلة. وشدد البيان على أن "البرلمانيات والبرلمانيين المغاربة يرفضون القرار الأمريكي جملةً وتفصيلا، ويُحمِّلُون (ترامب) ما ستؤول إليه الأَوضاع في الشرق الأوسط وفي العالم من انعدام الثقةِ في الشرعية الدولية، ولامبالاةٍ بالقانون الدولي، وتَنَامٍ للكراهية والأَحقاد والعنف والتعصُّب الديني والغُلُوِّ في الأَفكار والتطرُّف في الأَقوال والأَفعال، والمزيد من الإحساس بالغُبْن والظلْم وانعدام العدل والإِنصاف". وعبر المصدر ذاته، عن أمل البرلمانيين "في أن يواصل المُنْتَظَم الدولي – وضمنه مختلف المنظمات والمنتديات والمحافل البرلمانية الدولية والجهوية والإِقليمية – عَزْلَ هذا القرار الأمريكي، والعمل على صيانةِ أفقِ التفاوض والحوار بين الفلسطينيين والإِسرائيليين على أساسِ حَلِّ الدولَتيْن وتمكينِ الشعب الفلسطيني من استقلاله وبناء دولته الوطنية على أَرضه داخل حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشريف".