ليس هنالك أدنى شك أنك قد سمعت بما قام به عراب الإجرام وأشهر تاجر مخدرات في التاريخ بابلو إسكوبار وعصابته التي نشطت بميدلين الكلومبية أواخر الثمانينيات، ولاريب أنك قد اطلعت على سيرته وكيف كان يقوم بأعماله الإجرامية. ولكن هل تعلم من كان ينفذ أحكامه بالإعدام ضد معارضيه؟ هل تعلم من كان يوقع الضحايا ويحمل حقيبة أسرار اسكوبار؟ إن لم تكن تعرف هذا الشخص فهذا التعريف سيقربك منه. "جون خايرو فيلاسكيز فاسكيز" هو الاسم الحقيقي ل بوباي القاتل منفذ جرائم الاغتيال التي جعلت ميدلين، ثاني أكبر مدن كولومبيا، العاصمة الأولى في جرائم القتل عالمياً، وذلك بمباركة بابلو اسكوبار، الرجل الذي يبلغ من العمر 53 عاماً اعترف بقتل 300 شخصاً وأمره بقتل 3000 آخرين في أحد المقابلات التلفزيونية. صدر عليه حكم بالسجن مدى الحياة بعد أن خلدت جرائمه عهداً أسطورياً من الإرهاب لن تنساه أزقه وجدران كولومبيا، غير أنه أمضى منها 23 سنة فقط واستفاد من عفو الدولة لحسن سلوكه داخل السجن. وما يثير الدهشة والاستغراب حقا هو أن القاتل المحترف المنفذ لعمليات أسكوبار الإجرامية كشف بأنه لم يكن مذنباً في جرائمه التي ارتكبها بل إنه مجرد "ضحية" لإمبراطور المخدرات الأعتى والأسوء سمعة في التاريخ، ليرجع بذلك اللوم لزعيمه إسكوبار الذي كان يعتبره مثلا أعلى عندما كان يعمل تحت إمرته. وبعد خروجه من السجن صرح بوباي أنه قد تاب عن أفعاله الإجرامية، ويصر على أن يكون إنسانا سويا، واستغل شعبيته وشهرته ليترشح لمجلس الشيوخ في البرلمان الكولومبي، غير أن الدستور الكولومبي يمنع ذلك، ليقرر بعدها أن يكون ناشطا سياسيا يبث فيديوهات عبر قناته باليوتيوب والتي يزيد متابعيها عن 500 ألف متابع.