أكدت مصادر صيدلانية ل"المساء"، أن مجموعة من الصيادلة من مدن مختلفة تعرضوا للمساءلة القضائية في الآونة الأخيرة بسبب صرفهم أدوية تحتوي على مواد مخدرة نتجت عنها أضرار جانبية لاحتوائها على كمية مهمة من المواد المخدرة الناتجة عن تفاعل مجموعة من المواد مثل مادة "الكوديين" و"ترامادول" و"الباراسيتامول".. والتي تستعمل للتخفيف من آلام الرأس والشقيقة ومن الأوجاع حيث إن استهلاكها بكميات زائدة يتسبب في ظهور أعراض غير مرغوب فيها، علما أن بعض المنحرفين يبالغون في استهلاكها بغرض الوصول إلى مرحلة التخدير اعتبارا لأن استهلاكها بكميات كبيرة يؤدي إلى التخدير. وقالت المصادر نفسها إن أخطر هذه الأدوية يبقى هو دواء "myantalgic " وهو عبارة عن أقراص، وكان سببا رئيسيا في اقتياد صيادلة إلى التحقيق لاحتوائه على مادة "باراسيتامول" ومادة "ترامادول"، حيث يجد الصيدلي نفسه مجبرا على صرف هذا الدواء عندما يدلي المريض بوصفة طبية للتخفيف من آلام الظهر، غير أن الخطير هنا هو أن بعض المنحرفين يتناوبون على هذه العلبة إلى أن يصلوا مرحلة التخدير، وهنا الصيدلي يجب أن يكون أكثر حرصا خاصة أن بعض الوصفات الطبية تكون مزورة. وقالت المصادر ذاتها إن سعرها المنخفض هو الذي يساهم في الرفع من عدد المقبلين عليها حيث إن سعرها يتراوح في الغالب ما بين 13 و26 درهما، وأغلبها يسهل الولوج إليها دون الإدلاء بوصفة طبية. وأضافت المصادر ذاتها أن مادة "الكوديين" توجد في محاليل للشرب وهي تستعمل في التخفيف من السعال ويستعملها بعض المنحرفين من أجل التخدير حيث يتم استهلاك كمية كبيرة من هذا المحلول قد تصل حد شرب القنينة كاملة، علما أن الصيدلي يمنح الأدوية بناء على وصفات طبية لكن الصيدلي قد لا يفطن إلى أنها وصفات مزورة، خاصة بالنسبة إلى بعض الأدوية التي تكون على درجة كبيرة من الخطورة في حال استهلاكها بكميات زائدة، علما أن الصيدلي مطالب بالتريث قبل صرف أي دواء، خاصة إذا تيقن من أن الراغب في الدواء قد يكون شخصا مدمنا على المخدرات. وقد أسرت مصادر طبية بأن أخطر ما في الأمر هو أن مجموعة من الأدوية تستعمل للتخدير تمنح دون وصفات طبية في بعض الصيدليات، علما أن بعضها يجب أن يدخل في لائحة الأدوية التي يمنع صرفها دون وصفة طبيب، خاصة تلك التي تحتوي على تركيبة تضم موادا لا تخلو من خطورة إما بسبب سوء استعمالها أو عند عدم الانضباط لجرعاتها أو أنها تستعمل كمخدر من طرف بعض المنحرفين. وتحدثت المصادر عن مادة "الكوديين" و"الأفيون" و"ديكتروميتروفان" التي أصبحت محظورة الصرف في الصيدليات الفرنسية دون تقديم وصفة طبية، حيث صدر قرار عن الوكالة الفرنسية للأمن الدوائي والمنتجات الصحي يوجب ذلك بعدما تم التأكد من أنها تستغل في تحضير سوائل مخدرة خاصة تلك تضم تركيبة "الكوديين".