تسبب فيلم وثائقي بثته قناة "الجزيرة" القطرية ضمن برنامج "للقصة بقية"، الاثنين الماضي في خلق حالة موجة من الغضب داخل الامارات التي تفرض رفقة دول خليجية حصارا خانقا على قطر . وكشف الفيلم الوثائقي "إمارات الخوف" الذي أنتجته الجزيرة عن أوضاع حقوق الإنسان داخل الإمارات، في ظل الانتهاكات التي تمارسها السلطات ضد أكاديميين وقضاة ومحامين ومدافعين عن حقوق الإنسان اعتقلتهم السلطات الاماراتية خلال فترة الربيع العربي . وسلط الفيلم الضوء على السجون السرية التي ذكرتها تقارير دولية، حيث إن البعض منها يمتد إلى خارج حدود الإمارات، والتي لم توافق أبو ظبي على أن يتم فرض رقابة دولية عليها. واستعرض الوثائقي، شخصيات إماراتية وأجنبية، تعرضت للاعتقال والإخفاء القسري ومورست بحقهم الكثير من الانتهاكات في سجون سرية، حيث تعرض البعض منهم لاعتداءات جنسية، وهُدّد آخرون بذلك. ووثقت خلال الفيلم شهادات لأشخاص تعرضوا للتعذيب، بعد اتهامات لا أساس لها من الصحة، كالسعي لقلب النظام وخلق الفنتة وإنشاء خلايا إرهابية، لتتم بعدها محاكماتهم دون القبول بنقض الحكم أو الاستئناف. ومباشرة بعد بث الفيلم الوثائقي جاء الرد الاماراتي سريعا على لسان وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش الذي وصف فيلم الجزيرة بأنه هجوم "خسيس" على أبو ظبي وولي عهدها محمد بن زايد. وقال المسؤول الاماراتي في تغريدة له على تويتر "إن الإمارات تبقى شامخة يعرف قدرها الصديق والشريك ولن تنالها إمارة أو قناة أو حزب، ويبقى محمد بن زايد أحد رموز تمكين العرب لاستقرارهم ومستقبلهم".