نشرت وكالة "فرانس بريس"، تقريرا يرصد ما وقع بالأمس بالحسيمة و الصدمات التي كانت بين الأمن والمتظاهرين.و في هذا الصدد ذكرت الوكالة،أن المواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن في الحسيمة أمس الخميس 20 يوليوز،أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى من الجانبين، حسبما ذكر مصدر رسمي لها. و أضافت "فرانس بريس"، أن وكالة المغرب العربي للأنباء نقلت عن مديرية الحسيمة مساء الخميس أن "72 من عناصر الأمن العام جرحوا بحجارة (رشقها المتظاهرون)،و أن واحد عشر متظاهرا أصيبوا بسبب الغاز المسيل للدموع". وشهدت المدينة والبلدات المجاورة لها الخميس صدامات بين متظاهرين وقوات الأمن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع ولجأت الى القوة لمنع مسيرة كبيرة مقررة منذ فترة طويلة. و أشار التقرير، أن مديرية الحسيمة قالت أن "كل الجرحى غادروا المستشفى الذي نقلوا اليه باستثناء اثنين من رجال الأمن تعتبر حالتهم خطيرة". وأضافت أن "آليتين لقوات الامن تضررتا واحرقتا من قبل متظاهرين في أجدير" بالقرب من الحسيمة. وكان مؤيدو الحراك، الاسم الذي يطلق على الحركة الاحتجاجية في منطقة الريف، أبقوا على دعوتهم إلى المسيرة على الرغم من حظر السلطات لها، من أجل المطالبة بالافراج عن رفاقهم. وقد أوا التجمع بعد ظهر الخميس في عدد من نقاط المدينة. لكن قوات الأمن التي نشرت تدخلت بشكل منهجي لضرب المتظاهرين وتفريق كل تجمع ما ادى الى صدامات بين الجانبين. وهتف المتظاهرون "يحيا الريف! يحيا الزفزافي!"‘ في إشارة الى زعيم الحراك ناصر الزفزافي الذي اوقف في نهاية ماي. وذكر صحافي من وكالة "فرانس برس" أن المحتجين تمكنوا من التظاهر بشكل متقطع في حي سيدي عابد وبالقرب من الساحة المركزية في المدينة، لكن قوات الامن قمعتهم بسرعة. اتصالات مقطوعة تبطأت الاتصالات عبر شبكة الانترنت بشكل كبير وقطعت في بعض اللحظات، بينما تشهد اتصالات الهاتف اضطرابات. وبعيد ظهر الخميس بدأت الشرطة في الانتشار في الساحات الكبرى في المدينة التي أغلقت كل المحلات التجارية فيها تقريبا. وتحدث صحافيون في المكان، لفرانس برس أنهم شهدوا اعتقال حوالى عشرة أشخاص بينهم الحميد المهداوي رئيس موقع الكتروني اخباري محلي. وأعلنت نيابة الحسيمة مساء الخميس فتح تحقيق حول هذا الصحافي المغربي الملتزم المتهم بأنه "دعا" أشخاصا الى "المشاركة في تظاهرة محظورة وبالمساهمة في تنظيمها". وتمت الدعوة منذ فترة طويلة الى هذه التظاهرة التي أطلق عليها منظموها اسم "المسيرة المليونية" من أجل ادانة تهميش المنطقة. لكن بعد توقيف الزفزافي وأكثر من 150 من أنصاره بتهمة "المساس بالأمن الداخلي للدولة" أصبح المطلب الرئيسي الافراج عنهم. وحظرت السلطات المغربية التظاهرة محذرة من أن "كافة التدابير اللازمة" اتخذت لتطبيق هذا القرار. تدقيق في الهويات واستجواب قال عدد من الشهود العيان إن قوات الأمن كانت تقوم الأربعاء بالتدقيق في هويات القادمين الى الحسيمة واستجوابهم. وخلال فصل الصيف يعود عدد من سكان الريف المقيمين في أوروبا إلى المغرب، وتشاهد في الشوارع سيارات تحمل لوحات تسجيل معظمها من هولندا. ومنذ مقتل بائع سمك سحقا داخل شاحنة لجمع النفايات في الحسيمة نهاية أكتوبر 2016، أصبح الزفزافي (39 عاما-عاطل عن العمل) أحد قادة حركة الاحتجاج ضد السلطة في منطقته. ونظمت على امتداد ثمانية أشهر تظاهرات سلمية شبه يومية في مدينة الحسيمة وبلدة امزورين المجاورة جمع بعضها آلاف الاشخاص للمطالبة بالتنمية في منطقة الريف التي يعتبرون انها مهمشة ومهملة من السلطات. ولم يكف إعلان السلطات عن خطة استثمارات واسعة ومشاريع للبنى التحتية وزيارات الوزراء، لنزع فتيل الأزمة.