كشف تقرير مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) حول قطاع السياحة بإفريقيا لسنة 2017 أن المغرب هو البلد الإفريقي الوحيد الذي تجاوز عدد القادمين إليه من السياح الدوليين 10 ملايين سنة 2015. وفي هذا السياق، أوضح جونيور دافيس، رئيس قسم إفريقيا بمؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية، الذي قدم التقرير خلال ندوة صحفية بمقر لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية لإفريقيا تحت عنوان "السياحة في خدمة نمو شامل قادر على إحداث التحول"، أن المغرب تصدر الدول الإفريقية المستقبلة للسياح ب10,177 مليون سائح، متبوعا بمصر (9,139 مليون) وجنوب إفريقيا (8,904 مليون) وتونس (5,359 مليون). ويطمح المغرب إلى استقبال 20 مليون سائح بحلول العام 2020، بحسب ما سبق أن أعلن عنه وزير الصحة الحسين الوردي في تصريح سابق. وفي تعليقه على استقطاب المغرب لأزيد من 10 مليون سائح، وطموحه للرفع من عدد السياح الأجانب إلى 20 مليون شخص، قال عمر الكتاني، في تصريح لموقع "نون بريس" إن عدة مغالطات تشوب إحصائيات عدد السياح بالمغرب، مشيرا إلى أن السائح الذي يأتي للمغرب لا يخسر أموالا كثيرة لأنه يدفعهم إلى دول متقدمة، وبالتالي فإن المغرب لا يستفيد كثيرا من مصاريفه. وأوضح الكتاني، أن الكلفة المالية للسائح الذي يذهب لتركيا مثلا تزيد بمرتين ونصف من السائح الذي يدخل للمغرب، مما يعني أن استقطاب المغرب لأزيد من 10 مليون سائح لا قيمة لها من الناحية المالية لأن السياح الأجانب لا يصرفون كثيرا على الخدمات بالمغرب بحسب تعبير الكتاني. وأضاف الكتاني أنه لا يعقل أن يتم إدماج حوالي 4 مليون مغربي يعيشون في الخارج ضمن الإحصائيات التي تشير إلى أن المغرب هو البلد الإفريقي الوحيد الذي تجاوز عدد القادمين إليه من السياح الدوليين 10 ملايين سنة 2015. وأشار الكتاني، إلى أن الأشخاص الذين يقطعون المغرب، هو مارين فقط منه، وبالتالي لا يمكن اعتبارهم سياحا، أما بخصوص طموح المغرب لاستقطاب 20 مليون سائح في 2020 فإنه يصطدم بمشكل تذمر عدد من السياح من كثرة المتسولين المغاربة الذين يلاحقونهم في عدد من المدن، مما يفرض معالجة قضية التسول بطريقة علمية واقتصادية، يورد الكتاني. وأفاد الكتاني، أن القطاع السياحي مرتبط بعدد من المعطيات التي لا يستطيع المغرب السيطرة عليها، مثل الوضع الاقتصادي في الدول الأوربية، والأمن الاجتماعي والحوادث، مشيرا إلى أن هذا القطاع حساس ويمكن أن يتأثر بأي معطى اجتماعي أو سياسي، ولا يكون مضمونا ب100 في المائة. وخلص الكتاني، إلى أن الاقتصاد الوطني المغربي، لا يمكن له أن يتحكم في القطاع السياحي، مشيرا إلى أنه لا ينبغي للمغرب أن يبني مخططاته عليه وبالتالي فهو يمكن اعتباره "مكسبا غير مضمون" بحسب تعبير الكتاني.