انقسام حاد داخل حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية واصطفافات غير مسبوقة منذ المؤتمر الأخير في الأقاليم والجهات، إذ لم تقتصر الأزمة على "تمرد" عشرة من أعضاء المكتب السياسي، بل أصبحت فروع بكاملها تصدر بيانات تدين لشكر، فيما يسارع الموالون له إلى تنظيم مؤتمرات في أقاليم كثيرة من أجل حشد الدعم قبل المؤتمر المقبل. من جهة أخرى، فاجأ بنسالم حميش الجميع حينما ظهر في احتجاج أمام مقر الاتحاد بشارع العرعار بالرباط، بينما وجهت قيادات داخل المكتب السياسي اتهامات مباشرة إلى بلفقيه بالتورط في "التحريض على التظاهر ضد إدريس لشكر". وقبل تنظيم المؤتمر بأسابيع قليلة، يواصل المتمردون العشرة تنظيم سلسلة اجتماعات كان آخرها الاجتماع الذي انعقد يوم الخميس بالرباط. وكشفت مصادر مطلعة ل"المساء"، أن غالبية الأعضاء ساروا في منحى التصعيد ضد لشكر ومنهجيته في إعداد المؤتمر المقبل، فيما أصبح مؤكدا ترشيح حسناء أبو زيد لمنافسة لشكر حول الكتابة الأولى. وقال المتمردون إن "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وبشكل غير مسبوق في جميع مؤتمراته السابقة، أصبح في نفق يهدد كل مقومات حضوره السياسي والتنظيمي، مما يؤكد على أن الاستمرار في إنتاج نفس الآليات ونفس العقلية التدبيرية للحزب بعد المؤتمر الوطني المقبل سيكون عنوانا لإنهاء كل الآمال في إعادة انبعاثه من جديد". وواصل المنشقون عن المكتب السياسي هجومهم الحاد على قيادة حزبهم، مضيفين "نسجل بكل أسف وحسرة لجوء الأخ الكاتب الأول إلى أساليب غريبة ومرفوضة في تدبير الاختلاف من قبيل مراسلة وزارة الداخلية للحلول محل الأجهزة المنتخبة للحزب وتعيين أفراد محلها كما حدث في جهة كلميم واد نون ومنع المناضلين من الاجتماع في مقرات الحزب كما حدث في الرباط. كما نسجل استمرار شل الكاتب الأول لأجهزة الحزب، وعلى رأسها المكتب السياسي، باعتباره المختص قانونا في تدبير القضايا السياسية والتنظيمية للحزب والتهييء للمؤتمر".