كشف المحلل السياسي، منار السليمي، أن حزب العدالة والتنمية إلى حدود تعيين سعد العثماني رئيسا للحكومة والمرحلة التي ارتبطت بعبد الإله ابن كيران، أصبح له تفكير خطير لم يكن موجودا في تاريخ الأحزاب السياسية المغربية، مؤكدا أن "البيجيدي" أصبح يفكر من زاوية الحزب الوحيد، مثل نموذج حزب "البعث" الذي ارتبط بزعيم ويعتبر تنظيمه فوق الدستور. وأوضح السليمي في تصريح لموقع "نون بريس" أن الأحزاب في المغرب هي أحزاب متوسطة القوة، مشيرا إلى أنه لا وجود لحزب قوي في بلادنا. وأضاف قائلا: "لو كان حزب العدالة والتنمية قويا لاستطاع أن يشكل الحكومة إما وحده أو مع حزب صغير، إلا أنه لم يتمكن من ذلك"، فالعدالة والتنمية يستمد قوته المتوسطة من ضعف الأحزاب الأخرى ومن بناء استراتيجيته على مواجهة الاصالة والمعاصرة ،لكن الطريقة التي يتغير بها حزب الاصالة والمعاصرة في الشهور الأخيرة جعلت العدالة والتنمية يدور في الفراغ ويستعمل خطابا جديدا أسقطه في الخطاب الذي كان يروجه حول "البام" . واعتبر المحلل السياسي أن حكومة العثماني لديها شرعية و أن البرامج الانتخابية لجميع الأحزاب متشابهة، مبرزا أنه ليس هناك أي حزب في العالم يريد فرض الانفعال العاطفي وحماسة قواعده على باقي الأحزاب السياسية، وهنا تكمن خطورة بعض قيادات حزب العدالة والتنمية. وأضاف المتحدث ذاته، أن حكومة العثماني هي حكومة احترمت فيها كل المساطر الدستورية وهي حكومة مرتبطة بالأغلبية الموجودة داخل مجلس النواب، كما أن العثماني له شخصية مختلفة عن ابن كيران ولديه القدرة على تدبير هذه الأحزاب المشاركة، لأنه رجل التوافقات ولا يدخل في صراعات وقد استطاع حل مشكل تشكيل الحكومة عن طريق دخول الاتحاد الاشتراكي، فهو مدعوم من طرف الأحزاب الموجودة معه ومن قبل نواب الأحزاب الأخرى ، وسيستطيع كسب الثقة وقد نتفاجأ أنه سيكون لديه دعم كبير داخل مجلس النواب.