أكد عبد الرحيم منار السليمي رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات أن تحالف بن كيران مع حزب التجمع الوطني للأحرار يجب أن يقرأ من منطلق سياسي، على اعتبار أن قرار هذا الأخير الخروج للمعارضة في لحظة تشكيل حكومة بن كيران الأولى كان قرارا انفعاليا، إن لم نقل أنه تقليد للأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي لأن حزب التجمع الوطني للأحرار لا يتوفر على موارد بشرية يمكن أن تلعب دور المعارضة. و أوضح السليمي في تصريح ل"شبكة أندلس الإخباية" أن النقاشات والصراعات السابقة بين العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار هي صراعات فيها نوع من الانسياقات ونوع من الضبابية التي كانت موجودة لدى تيار واحد داخل الحزب لأن هناك تيار ثاني حافظ على العلاقة مع حزب العدالة والتنمية لهذا لم يكن التحالف المرتقب مفاجئا، وهذه المسألة طرحت منذ اليوم الأول حينما قرر شباط الانسحاب حيث تبين أن الحزب المرشح الوحيد هو التجمع الوطني للأحرار . و أضاف منار اسليمي أنه من خلال التحليل السيكولوجي، فإن مجموعة من نواب حِزْبِ التجمع الوطني للأحرار يعيشون نوعا من القلق وهم موجودون في المعارضة علما أن هذا الحزب هو مكون من مجموعة من الأعيان ورجال الأعمال، وعادة هذه الفئة لا تجيد المعارضة. و أشار رئيس المركز المغاربي للدراسات الأمنية وتحليل السياسات أن خروج حزب الاستقلال من الحكومة جعل الفرصة متاحة أمامه لتعويض هذا الحزب لأنه بلغة الخسائر والأرباح يبدو أن الحزب يفكر بأن بقاءه في المعارضة سيعرضه لمجموعة من المخاطر، فإذا لاحظنا وجوده في المعارضة يكاد يكون غائبا، فمثلا عندما تطرح بعض الأسئلة من طرف نوابه لا نستطيع تحديد هل الحزب ينتمي للمعارضة أم الأغلبية. من جهة أخرى اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط أن السؤال المطروح هو "هل سيُحل مشكل الحكومة مع وجود حزب التجمع الوطني للأحرار" و عوض تركيز النقاش حول انسحاب شباط،يجب أن نتساءل، ألسنا أمام خلل في أسلوب عمل رئيس الحكومة لأنه مسؤول عن الأغلبية ومسؤول عن إدارة حكومته التي فشل في الحفاظ على تماسكها. مؤكدا انه لأول مرة في تاريخ المغرب تنهار حكومة بهذا الشكل.