أمام عجز الدول العربية عن فعل أي شيء تجاه الأزمة السورية، لا يجد القادة العرب سوى انتظار تدخل دول أجنبية مثل أمريكا وغيرها، ليعلنوا مباركتهم لما تقوم به، مكتفين بذلك. فبعد دخول الأزمة السورية عامها السابع، يلعب في الساحة السورية عدد من المتدخلين إلا العرب، فروسيا وإيران والصين و"حزب الله" اللبناني يدعمون بشار الأسد، من جهة، وتركيا تدعم الجيش الحر، وأمريكا تشن من حين لآخر ضربات تقول إنها موجهة ضد تنظيم داعش، بينما إسرائيل تشن ضربات بدعوى حماية الحدود مع الجولان المحتلة، في مقابل غياب شبه كلي للدول العربية، سوى ما يتعلق بالشجب والتنديد. وبعد الهجوم الذي شنّته طائرات نظام الأسد بالسلاح الكيماوي على خان شيخون، ومقتل أزيد من مائة سوري أغلبهم أطفال، تحرّكت الولاياتالمتحدةالأمريكية بتوجيه "ضربة محدودة" لأحد مطارات نظام الأسد، ردّاً على مجزرة خان شيخون، كما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في توضيحه لدواعي التدخل العسكري ضد نظام بشار الأسد. الضربة الأمريكية حرّكت عدداً من الدول العربية، وأخرجتهم ليعلنوا عن مباركتهم لما قام به ترامب ضد الأسد، حيث أعربت الامارات، يوم الجمعة، عن "تأييدها الكامل" للهجوم الصاروخي الأمريكي على قاعدة الشعيرات الجوية التابعة للنظام السوري، والذي جاء ردًا على قصف نظام بشار الأسد بلدة خان شيخون في إدلب بالأسلحة الكيماوية. ووصف أنور قرقاش، وزير الخارجية الإماراتي، قرار دونالد ترامب، بتوجيه ضربة لنظام الأسد ب"القرار الشجاع والحكيم". البحرين هي الأخرى، أعربت عن ترحيبها بالضربة الأمريكية على سوريا، حيث قالت وزارة خارجية البحرين في بيان لها، إنها "تشيد بمضامين كلمة رئيس الولاياتالمتحدة دونالد ترامب، والتي تعكس العزم والرغبة في القضاء على الإرهاب بكافة أشكاله". أما في الأردن، فاعتبر وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية، إن ما الضربة الأمريكية على سوريا "رد فعل ضروري ومناسب على استمرار استهداف المدنيين بأسلحة الدمار الشامل وارتكاب جرائم ضد الانسانية". وكانت السعودية هي أول دولة في العالم أعلنت عن "تأييدها الكامل للعمليات العسكرية الأمريكية على أهداف عسكرية في سوريا"، وحمّلت وزارة الخارجية السعودية النظام السوري "مسؤولية تعرض سوريا لهذه العمليات العسكرية". ونوهت السعودية بما وصفته "القرار الشجاع للرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يمثل ردًا على جرائم هذا النظام تجاه شعبه في ظل تقاعس المجتمع الدولي عن إيقافه عند حده ".