يعتبر 21 فبراير/ شباط، اليوم العالمي للغة الأم، و الذي أعلن للمرة الأولى من قبل منظمة اليونسكو في 17 تشرين 1999، و تم إقراره رسميا من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، و يحتفل به في جميع أنحاء العالم. و يرمي هذا الاحتفال إلى تعزيز التنوع اللغوي وتعليم اللغات، و تسليط الضوء على ضرورة زيادة الوعي بأهمية التعليم القائم على اللغة الأم، لأن التنوع اللغوي و الثقافي يجسد القيم العالمية التي تساهم في تدعيم أسس الوئام و التلاحم في المجتمعات. وتؤدي الدول الأعضاء في المنظمة، في شتى أنحاء العالم، دوراً رئيسياً في تعزيز اللغات الأم من خلال المؤسسات والرابطات الوطنية التابعة لها. كما تضطلع وسائل الإعلام والمدارس والجامعات والرابطات الثقافية بدور فعال في تعزيز أهداف اليوم الدولي للغة الأم. وقال حسن سفري الباحث في القانون الدستوري و العلوم السياسية ل "نون بريس" أن العديد من الدول في كل القارات حافظت على لغتها الأم وجعلتها اللغة الرسمية في الفضاء العام وفي الإدارة، متشبتتا بمكوناتها الهوياتية وعمقها التاريخي ومحافظتها على عناصرها الحضارية باعتبار اللغة من ركائز الوجود والعمران البشري، وبها تبني الدول مشاريعها، و أن التموقع المركزي للغة الأم من شأنه أن يجعل الدول راقية وقوية اقتصاديا. و أضاف أن هناك" نماذج لدول رائدة في اعتمادها اللغة الأم كتركيا التي تعتمد الفارسية و الصين التي تعتمد الصينية و هما من أكثر اللغات العالم تدولا، و هناك العديد من الدول التي حافظت على لغتها الأم خصوصا في الدول ذات التقسيم الترابي الفدرالي كسويسرا وبلجيكا وكندا حيث نجد لغات لمناطق معينة مدسترة بلغات رسمية يتم فيها المحافظة على اللغة الأم مع تكوينها وتنميتها وتهيئتها والاعتزازبها. و أكد أن "هناك تراجعات على مستوى الإرادة السياسية في التطوير الامازيغية رغم دستارتها، فهي مهمشة في التداول وفي الاعتماد ومهددة بالانقراض في المدى المتوسط، وبالتالي فرهان تطوير اللغة الامازيغية يستلزم إرادة وجدية حقيقية في التعاطي من طرف كل الفاعلين. و من جهته أضاف الدكتور في السوسيولسانيات عبدالله بوزنداك أن" مسودة القانون التنظيمي لتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية لا ترقى إلى طموحات الفاعلين الأمازيغيين، وأن واقع الأمازيغية يدعو إلى القلق خصوصا وأن هناك تراجعات عن بعض "المكتسبات" القليلة، مشيرا لكون تعليم الأمازيغية مازال يتخبط في مشاكل عديدة كنقص الموارد البشرية، حيث لا توجد أطر كافية لتعميمها، كما أن عدد الساعات تدريسها أقل بكثير من الساعات التي تمنح لتعلم اللغات الأخرى كالعربية و الإنجليزية و الفرنسية رغم أنها لغة الأم و رسمية مثلها مثل اللغة العربية"