يحمل طيب صالح، اسما على مسمى، طيب القلب، و صالح للأعمال الروائية، التي تتميز بالالتصاق بالأجواء المحلية و رفعها إلى مستوى العالمية، من خلال لغة تلامس الواقع خالية من الرتوش و الاستعارات، و الذي ساهم في تطور الرواية العربية و دفعها إلى أفاق جديدة، و لأنه من أشهر الأدباء العرب أطلق عليه النقاد لقب "عبقري الرواية العربية". ولد السوداني و العبقري طيب صالح بقرية "كركمول" بالقرب من قرية دبة الفقراء وهي إحدى قرى قبيلة الركابية التي ينتسب إليها، و توفي في أحد مستشفيات العاصمة البريطانية التي أقيم فيها، عاش مطلع حياته و طفولته في ذلك الإقليم، لينتقل بعدها إلى الخرطوم لإكمال دراسته، و غير تخصصه إلى دراسة الشؤون الدولية السياسية. عمل طيب صالح في عدة مواقع مهنية، منها القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية، و التي ترقى فيها ليصل إلى منصب قسم الدراما، وبعد استقالته من "البي بي سي" عاد إلى السودان، ليعمل فترة في الإذاعة السودانية، ثم هاجر إلى قطر و عمل في وزارة إعلامها وكيلا و مشرفا على أجهزتها، كما عمل بعد ذلك مديرا إقليميا بمنظمة اليونسكو في باريس، و عمل أيضا كممثل لهذه المنظمة في الخليج العربي. هذه التنقلات و الترحال بين الغرب و الشرق و الشمال و الجنوب، أكسبه خبرة واسعة بأحوال الحياة و العالم، ما ساعده على توظيفها في كتاباته و أعماله الروائية و خاصة روايته العالمية "موسم الهجرة إلى الشمال"، التي تناولت الصدام بين الحضارات و موقف إنسان العالم الثالث و رؤيته للعالم الأول المتقدم، إضافة لأعمال أخرى ك "عرس الزين" و "نخلة على الجدول" و "منسى إنسان نادر على طريقته"و غيره من الأعمال، كما كان يصدر خلال عشرة أعوام عمودا أسبوعيا في صحيفة لندنية تصدر بالعربية تحت اسم "المجلة" ، وتم الإعلان في فبراير من العام 2011 عن جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي قامت تقديرا للدور الكبير الذي قام به الروائي الطيب صالح في الثقافة العربية. كانت مواضيعه تتطرق بصورة عامة إلى السياسة، و مواضيع أخرى متعلقة بالاستعمار و المجتمع العربي و العلاقة بينه و بين الغرب، و تتطرق أيضا للاختلافات بين الحضارتين الغربية و الشرقية. كما ترجمت مؤلفاته إلى أكثر من ثلاثين لغة، و تحولت روايته "عرس الزين" إلى دراما في ليبيا و لفيلم سينمائي من إخراج الكويتي خالد صديق في أواخر السبعينات حيث فاز بمهرجان كان. ليغادرنا العبقري يوم الأربعاء 18 فبراير 2009 في لندن، و شيع جثمانه يوم الجمعة 20 فبراير في السودان مسقط رأسه، حيث حضر مراسم العزاء عدد كبير من الشخصيات البارزة و الكتاب العرب و الرئيس السوداني عمر البشير و المفكر الصادق المهدي و غيرهم من الشخصيات البارزة، كما خصصت الكثير من النشرات الإخبارية للحديث عنه و عن تاريخه الحافل.