فقدت الساحة الأدبية العربية الروائي السوداني الكبير الطيب صالح الذي توفي فجر يوم أمس الأربعاء بلندن عن سن يناهز ثمانين عاما. وخلف الأديب الراحل تراثا أدبيا ضخما تصدرته روايته الشهيرة "موسم الهجرة إلى الشمال" التي تناولت بفنية عالية إشكالية الصدام بين الحضارات ، وخصوصا بين الغرب والعالم العربي. ويعد صالح الذي ولد في شمال السودان عام 1929 أحد أكثر الادباء العرب الذين ترجمت أعمالهم. وتلقى الراحل تعليمه في بريطانيا ، ليلتحق بالقسم العربي لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي). كما عمل بمنظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) في باريس. وبدأ الطيب صالح الكتابة منذ أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، ومن بين أعماله "ضو البيت" و"عرس الزين" و"مريود" و"دومة ود حامد" و"منسى" و"بندر شاه". وصنفت أكاديمية الادب العربي التي يوجد مقرها بدمشق عام2001 رواية "موسم الهجرة إلى الشمال" بأنها أهم رواية عربية في القرن العشرين. وفي عام2002 تم اختيارها ضمن أفضل مائة رواية في التاريخ الإنساني وفق قرار اتخذه مائة من كبار الكتاب الذين ينتمون إلى54 دولة. كما حاز الراحل في مارس2007 جائزة ملتقى القاهرة للإبداع الروائي. وقبيل رحيله بأسابيع ، بعثت مجموعة من المؤسسات الثقافية في الخرطوم بينها اتحاد الكتاب السودانيين ومركز عبد الكريم ميرغني الثقافي رسالة إلى الأكاديمية السويدية ترشح صالح لنيل جائزة نوبل للآداب. وأكدت هذه الهيئات في خطابها أن أعماله والترجمات الكثيرة التي حظيت بها تدل على عمقها وأهميتها ليس عربياً فقط وإنما عالمياً.