سلم مجلس أمناء «جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي» نحو 454 عملاً في الحقول الثلاثة للمسابقة (الرواية والقصة والنقد) لأسماء إبداعية من دول عربية وأفريقية وأوروبية. وكان مجلس أمناء الجائزة قد عقد مؤخرا لقاء مع عدد من جمعيات واتحادات الكتاب في الخرطوم بغية الإعداد لحفل إعلان جوائز الدورة الثالثة من الجائزة، التي ترعاها شركة زين للاتصالات السودان، في العشرين من الشهر الجاري. وكشف مجذوب عيدروس، الأمين العام للجائزة لوسائل الإعلام، أن الدورة الجديدة ستشهد مشاركة أوسع للنقاد والمبدعين العرب، خاصة على صعيد الأنشطة الموازية. وتابع قائلاً: «هدف الجائزة هو أن تربط المشهد الثقافي السوداني بالعالم. وهي تهدف أيضا إلى اكتشاف أسماء أو أعمال إبداعية عربية جديدة باعتبار أنها لا تقبل الأعمال التي سبق نشرها، وعلى الراغب في المشاركة أن يقدم عمله مخطوطاً. وأعرب عيدروس عن سعادته بالصدى الذي أحرزته الجائزة في الدورات الماضية، سواء في الساحة الثقافية العربية أو على الصعيد المحلي، مشيراً إلى أن الأعمال التي فازت في الدورة الماضية، إضافة إلى أوراق العمل، طُبعت وسيتم توزيعها على نطاق واسع، وهي: في مجال الرواية «ظلمة» لليمني محمد الغربي عمران، وفي مجال القصة «فوق سماء البندر» للسوداني بشرى الفاضل، وفي مجال ترجمة الأعمال الأدبية «تخوم الرماد»، وهي رواية لمنصور الصويم ترجمها السوداني ناصر السيد النور إلى الإنجليزية. وتغيب جائزة الترجمة الأدبية هذه السنة وتحل محلها جائزة النقد الأدبي وموضوعها “الرواية العربية والتراث». وقد رصدت الشركة الراعية للجائزة مبلغا إجماليا قدره 200 ألف دولار، ونصيب الجوائز الثلاث منه ستة وستون ألف دولار. فيما يذهب ما تبقى إلى تغطية نفقات الأنشطة المصاحبة للمسابقة. ويتزامن إعلان الجائزة مع الذكرى السنوية لرحيل صاحب «موسم الهجرة إلى الشمال»، الذي توفي في السابع عشر من فبراير 2009، إلا أن مجلس الأمناء قرر أن يتقدم قليلا على الموعد التقليدي في هذه الدورة. وحول الملتقى الفكري الموازي قال عيدروس إن موضوعه هذه الدورة هو «الرواية العربية والتراث». ومن أبرز المشاركين في هذه الدورة الناقد السوري نبيل سليمان، والعراقي عبد الله إبراهيم، والفلسطيني رشاد أبو شاور، والمصري محمد عبد المطلب، وسواهم.
عن صاحب الجائزة
كتب الطيب صالح العديد من الروايات التي ترجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة، وهي «موسم الهجرة إلى الشمال»، و«عرس الزين» و«مريود» و«ضو البيت» و«دومة ود حامد» و«منسي». وتعتبر روايته» «موسم الهجرة إلى الشمال» واحدة من أفضل مائة رواية في العالم، وقد حصلت على العديد من الجوائز. نشرت أول مرة أواخر الستينيات من القرن العشرين في بيروت، وتم تتويج صاحبها ك«عبقري الأدب العربي». في عام 2001 تم الاعتراف بكتابه من قبل الأكاديمية العربية في دمشق على أنه صاحب «الرواية العربية الأفضل في القرن العشرين». أصدر الطيب صالح ثلاث روايات وعدة مجموعات قصصية قصيرة. وقد حولت روايته «عرس الزين» إلى دراما في وإلى فيلم سينمائي من إخراج المخرج الكويتي خالد صديق في أواخر السبعينيات، حيث فاز في «مهرجان كان السينمائي «مهرجان كان. في مجال الصحافة، كتب الطيب صالح خلال عشرة أعوام عموداً أسبوعياً في صحيفة لندنية تصدر بالعربية تحت اسم «المجلة». وخلال عمله في هيئة الإذاعة البريطانية تطرق الطيب صالح إلى مواضيع أدبية متنوعة.