لا زالت حرب البلاغات مستمرة بين حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الموريتاني، وحزب الاستقلال المغربي، بعد تصريحات أمين حزب هذا الأخير، أثناء مشاركته في اجتماع المجلس العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب بالرباط، حيث قال حميد شباط "موريتانيا اليوم أصبحت دولة وهي أراضي مغربية محضة بشهادة كل المؤرخين"، مضيفا أن "هناك مؤامرة تقودها الجزائروموريتانيا لإنشاء خط فاصل بين المغرب وإفريقيا في الوقت الذي يخوض فيه المغرب معركة ديبلوماسية للعودة إلى الحاضنة الإفريقية". ومباشرة بعد هذه التصريحات أصدر حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الموريتاني بلاغا يرد فيه على تصريحات أمين حزب الاستقلال، قائلا "اليوم وقد وصل الأمر إلى هذا الحد وتكلم "حميد شباط " في أمر لا يدرك أبعاده ولا يسعه مستواه السياسي ولا الثقافي التاريخي للخوض فيه، فسياسيا لا يعدو كلامه عن تبعية موريتانيا للمغرب محاولة لتصدير أزمات وإخفاقات حزبية ومحلية داخلية؛ ولسنا في وارد الحديث مطلقا حول استقلال موريتانيا وسيادتها على أرضها فهو أمر يعلو عن كل حديث، إلا أن المطلع على أبجديات التاريخ يدرك أنا كنا الكل وهم الجزء؛ وأننا بناة مراكش والمنتصرون في الزلاقة". وأضاف المصدر ذاته "إن الأغرب من كل ذلك هو أن ينزعج "شباط" وأسياده من النجاحات التي حققتها موريتانيا إقليميا ودوليا متناسيا مقولته الشهيرة: "بأن المغاربة والموريتانيين شعب واحد في دولتين؛ وبإشادته ذائعة الصيت بأن الديمقراطية في موريتانيا أرقى وأكثر تطورا من الديمقراطية في المغرب". وختم الاتحاد من أجل الجمهورية الموريتاني بلاغ قائلا ب"إن حزب الاتحاد من أجل الجمهورية إذ يندد ويشجب هذه التصريحات بقوة فإنه يدعو كل القيادات الاستقلالية والنخب المغربية إلى تقديم الاعتذار للشعب الموريتاني؛ ويحتفظ لنفسه بحق الرد المناسب". وبعد إصدار حزب الاتحاد الجمهوري الموريتاني لهذا البلاغ، عاد حزب الاستقلال ليرد اليوم، على كل ما جاء مؤكدا أن "الحديث عن كون موريتانيا جزء من المغرب كان موضوع نقاش وانقسام في المغرب وموريتانيا بما لا يمكن لأية جهة أن تزيله كحقيقة تاريخية، مضيفا أن "بلاغ الحزب الحاكم في موريتانيا كشف عن أنه يسير بالعلاقات المغربية الموريتانية إلى مرحلة توتر شديدة، وأن الموقف الرسمي الموريتاني لا يعد أن يكون رجع صدى لسياسة الجزائر في المنطقة وموريتانيا الرسمية تخلت عن حيادها بخصوص الصحراء المغربية". وأفاد ذات البلاغ في الأخير أن "حديث البلاغ عن علاقة المغرب مع جيرانه يعبر عن جهل بالوقائع وحقائق التاريخ، إذ أن المغرب كان أكبر ضحية للأطماع الاستعمارية، وأن حزب الاستقلال لن يتخلى عن خطابه الوطني وعن الحقوق الشرعية للمغرب في الصحراء الشرقية أو عن سبتة و مليلية والجزر الجعفرية، وهي أجزاء من التراب الوطني لا يمكن التفريط فيها".