لا شك أن دعارة القاصرات في المغرب في تفاقم مستمر، حيث ذكرت العديد من التقارير أن فتيات في عمر الزهور يتم استقطابهن من طرف سماسرة متخصصين في ذلك، فضلا عن استدراجهن من صالونات التجميل والمقاهي والمطاعم والتغرير بهن. نون بريس تكشف الوجه الآخر لدعارة القاصرات بالمغرب. بعد أن أسدل الليل ستاره على مدينة مراكش الحمراء، وفي ساحة جامع الفنا بالضبط، تنتشر هنا وهناك فتيات قاصرات، يعرضن أجسادهن للسياح، وكذا بعض الوسطاء من النساء والذكور، هذه الظاهرة تقبع في السر و تبقى في خانة المسكوت عنه، بالرغم من الحملات الأمنية المشددة من قبل الشرطة أو الدرك، وحسب مصادر إعلامية، فإن هناك ما لا يقل عن 150 شرطيا يعمل في فرقة الشرطة السياحية في جامع الفنا و 16 كاميرا تراقب الساحة، ورغم ذلك فإن الظاهرة لا زالت متفشية في المدينة. ******* الجنس المباح مقابل 300 درهم فقط في مدينة مراكش وضواحيها تنشط الوسيطات اللواتي يعرضن فتيات في عمر الزهور، بعد انتقائهن بعناية ، وفق مواصفات جمال صارمة، حسب تنوع الطلبات، من يفاعة وطراوة بدنية وزخم هائل من الإغراء، حسب ما تؤكده مصادرنا. هذا، ويتم التداول حول السعر حسب نوع البضاعة، فكلما كانت "طازجة" يكون المقابل مجزيا، ووفق ذات المصادر فالمبلغ يبدأ من 300 درهم فما فوق، والغرض من ذلك هو الكسب السريع والمريح سواء للمومس أو الوسيطة بل الوسطاء. في مدن أخرى، قد تصل الوسيطات إلى هؤلاء الفتيات القاصرات عن طريق سماسرة مختصين، من العسس وباعة السجائر بالتقسيط وحراس المرابض "الباركينغ" ونقاشات الحناء وغيرهم.. بعد منحهم رشوة مقابل هذه الخدمة التي تسمى في قاموسهم "همزة"، هؤلاء الوسطاء بدورهم يقتنصن فتيات حسناوات تقل أعمارهن عن 18 سنة من أمام المدارس التعليمية، وبالتالي جرهن إلى هاوية الدعارة السحيقة، هذه الهاوية التي تجر إلى قيعانها المزيد من بنات حواء، ومن مستويات اجتماعية مختلفة، فكما نجد فتيات الطبقة الفقيرة والمعوزة، نجد بالموازاة بنات الطبقة المتوسطة، فيشتغلن كمومسات الحانات الرخيصة، أو المقاصف المنتقاة أو العلب الليلية أو فنادق خمس نجوم، أو اقتيادهن إلى أوكار الدعارة كالبيوت المفروشة أو فيلات مخصصة لهذا الغرض لإحياء ليالي حمراء ماجنة، على إيقاع الموسيقى الشعبية والخليجية والرقص الداعر الماجن. *********** استدراج فتيات في عمر الزهور لزبناء خليجيين هناك فئة أخرى من الوسيطات على قدر كبير من المهارة اللواتي يستدرجن الفتيات من صالونات التجميل، واللواتي يتكلفن بمهمة عرض هؤلاء الفتيات الحسناوات على زبائنهم غالبيتهم من الخليجيين عبر عروض بالصور، أو لقطات "الفيديو" أو بالمباشر، مقابل مبالغ مالية جد مغرية. كما أن هناك مجموعة من الشبكات التي يسيرها متخصصون في استدراج القاصرات إلى أوكار الدعارة، وجلب الفتيات ونقلهن إلى فيلات فاخرة يتردد عليها عشرات الأجانب قصد قضاء ليالي ماجنة. ************* الأممالمتحدة تعبر عن قلقها من انتشار دعارة القاصرات في المغرب وكانت الأممالمتحدة قد أعربت في تقرير لها عن قلقها جراء تزايد عدد القاصرات اللواتي "يتعاطين للدعارة في المغرب"، مشيرة إلى أن عددا كبيرا من الطفلات المغربيات يبدأن كخادمات في البيوت قبل أن "يتم نقلهن إلى مدينة الحاجب للعمل كمومسات". هذا، ودعا ذات التقرير إلى ضرورة مراجعة السلطات المغربية لعدد من القوانين، وكذا ضرورة المصادقة على معاهدة لاهاي المتعلقة بحماية الطفولة. ************** المتضررون يدقون ناقوس الخطر ويطالبون بالتدخل العاجل دق متضررون من هذه الظاهرة ناقوس الخطر، خاصة في ظل تفاقمها بين أوساط المجتمع، في الوقت الذي تكتفي فيه فعاليات المجتمع المدني بتسليط الضوء فقط على قضايا بسيطة لا تشغل الرأي العام، كما يجب على السلطات الأمنية باختلاف مشاربها تمشيط هذه الأوكار التي تبقى قبلة للعديد من الوسطاء الذين يستدرجون الفتيات القاصرات. يذكر أن عائدات دعارة القاصرين بالمغرب بلغت 200 مليون أورو ، وهو مبلغ جد ضخم، حسب ما أكدته معطيات تحقيق "ثمن قاصر" الذي أنجزته القناة الاسبانية "الثالثة" (أنتينا تريس) في عدد من المدن المغربية.