بعد أن تشردم المسلمون في الأندلس و تفرقوا وتمزقوا كل ممزق ، التأم العلماء و بعثوا يناشدون المرابطين و يستغيثون بهم لمساعدتهم ضد ألفونسو الذي عزم على اجتياح الأندلس ،فاستجاب لهم يوسف بن تاشفين وعبر بجيشه عام 1068 إلى الأندلس وبعث ابن تاشفين برسالة إلى ألفونسو السادس يقول له فيها: بلغنا يا ألفونسو أنك دعوت إلى الاجتماع بنا، وتمنيت أن تكون لك سفن تعبر بها البحر إلينا، فقد عبرنا إليك، وقد جمع الله تعالى في هذه الساحة بيننا وبينك، وسترى عاقبة دعائك {وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ}.وخيَّره يوسف بن تاشفين بين الإسلام والجزية والحرب. تَسَلَّم ألفونسو السادس الرسالة وما أن انتهى من قراءتها حتى استشاط غضبًا وزاد في طغيانه وكفره، وقال: أبمثل هذا يخاطبني، وأنا وأبي نغرم الجزية لأهل مِلَّته منذ ثمانين سنة. حيث كان المعتمد بن عباد يدفع الجزية لألفونسو . ثم بعث ليوسف بن تاشفين متوعِّدًا ومُهَدِّدًا: فإني اخترت الحرب، فما ردُّك على ذلك؟ أخذ يوسف بن تاشفين الرسالة، وقلبها وكتب على ظهرها: الجواب ما تراه بعينك لا ما تسمعه بأُذنك، والسلام على مَنِ اتَّبع الهدى. وقد مني ألفونسو وجنده بهزيمة نكراء بقيت وصمة عار على جبينهم ، وسميت تلك المعركة بالزلاقة ،وهي معركة تشهد على حنكة وعظمة قائد باسل هو يوسف ابن تاشفين وتعد مَعْرَكَةُ الزَلاّقَة أول معركة كبيرة شهدتها شبه الجزيرة الإيبيرية في العصور الوسطى، وإحدى أهم المعارك الكبرى في التاريخ الإسلامي. حيث تمكن أمير المسلمين يوسف بن تاشفين قائد المرابطين بدعم من جيش أندلسي يقوده المعتمد بن عباد حاكم إشبيلية إلحاق هزيمة نكراء بجيش قشتالة الذي قاده ألفونسو السادس ملك قشتالة وليون .