كان ظهوره في عهد هشام بن عبد الملك سنة 127 ه ، وتولى صالح بن طريف البرغواطي حكم برغواطة بتامسنا من بلاد المغرب الأقصى على ساحل البحر المحيط فيما بين سلا وأسفي ،وبرغواطة بطن من المصامدة حسب ما ذكره ابن خلدون وكان أبوه طريف يعرف بلقب أبا صبيح وكان من قواد ميسرة الخفير القائم بدعوة الصفرية قال عنه ابن خلدون "كان من أهل العلم والخير ثم انسلخ من آيات الله وانتحل دعوى النبوة وشرع لهم الديانة التي كانوا عليها من بعده "وهي معروفة في كتب المؤرخين . شرع لهم أن يقروا له بالنبوة ,وأمرهم بصيام شهر رجب ويأكلون في شهر رمضان ،وفرض عليهم عشر صلوات خمسا بالليل وخمسا بالنهار ،وأوجب على كل شخص الأضحية في الحادي والعشرين من المحرم ،وشرع لهم في الوضوء غسل السرة والخاصرتين وأمرهم ألا يغتسلوا في من الجنابة إلا من الحرام ،وكانت صلاتهم إيماء لا سجود فيها لكنهم يسجدون في الركعة الأخيرة خمس سجدات . كما دعاهم عند تناول الطعام أن يقولوا باسمك يا كساي ،وزعم أن تفسيره باسم الله ،وأمرهم أن يخرجوا العشر من الثمار وأباح لهم أن يتزوج الرجل ما شاء من النساء ولا يتزوج من بنات عمه ويطلقون ويراجعون ألف مرة في اليوم الواحد فلا تحرم عليه المرأة بشيء ،وأمرهم بقتل السارق حيثما وجد وزعم أنه لا يطهر من ذنبه إلا بالسيف ،وأن الدية تكون من لحم البقر ، وحرم عليهم رأس كل حيوان ، وأن الدجاج مكروه ومن أكل ديكا وجب عليه عتق رقبة وأمرهم أن يلحسوا بصاق ولاتهم على سبيل التبرك فكان يبصق في أكفهم فيلحسونه ويحملونه لمرضاهم للاستشفاء . وضع لهم قرآنا يقرؤونه في صلواتهم ويتلونه في مساجدهم وزعم أنه نزل عليه الوحي من الله تعالى ومن شك في ذلك فهو كافر ،ويتكون القرآن الذي شرع لهم من 80سورة أطلق عليه أسماء الأنبياء وغيرهم منها سورة آدم وسورة فرعون وسورة موسى وسورة غرائب الدنيا واصفا نفسه بأنه صالح المؤمنين الذي ذكره الله في كتابه الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم . قيل إن ظهوره كان لأول الهجرة وأنه انتحل ذلك عنادا ومحاكاة لما بلغه عن النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم زعم أنه المهدي الأكبر الذي يخرج في آخر الزمان وأن عيسى يكون صاحبه ويصلي خلفه ،وأن اسمه في اللسان العربي صالح وفي السرياني مالك وفي العجمي عالم وفي العبراني روبيل وفي البربري واربا . خرج إلى المشرق العربي بعد أن حكمهم 47 عاما ووعدهم بالعودة إليهم في دواة السابع منهم وأوصى بنيه بالتمسك بدينه فتوارثوا ضلاله من بعده إلى حدود أواسط 500ه وكان للدول فيهم ملاحم إلى أن جاءت دولة المرابطين فكسرت شوكتهم ومحت آثر بدعتهم.