لم يعد المشاهد المغربي يتفاجأ بظهور مشاهد مخلة بالحياء على القنوات العمومية فهذه الأخيرة لم تعد تجد حرجا في اللجوء إلى الإباحية والعري والفضائحية واللعب على وتر الغرائزية لاستمالة أكبر عدد ممكن من المتابعين في تحد صارخ لمشاعر ملايين المغاربة الذين يمولون هذه القنوات من جيوبهم . ولعل نقل القناة الثانية لسهرة المغنية الأمريكية جينفر لوبيز وهي ترقص بملابس فاضحة قبل سنة شكل صدمة كبيرة لعدد من المغاربة الذين استغربوا من درجة الجرأة التي أصبحت عليها الذوزيم التي انخرطت في عملية صهر للوعي وتجرد من كل ماله علاقة بالحياء والعفة . ولعل أخر آخر فضائح "الدوزيم " سجلت بعد عرض القناة لمجموعة من الصور الخاصة بمشاهد خليعة من فيلم تونسي. وتظهر إحدى المشاهد الصادمة فتاة عارية بشكل شبه كامل بالإضافة إلى مشاهد أخرى خادشة للحياء . تظهر نساء عاريات الصدر في مشهد اعتبر مهزلة أخلاقية بكل المقاييس . القناة الأولى بدورها سارت على نفس نهج مثيلتها الدوزيم وهنا نتذكر كيف سمحت القناة الأولى لطلبة جامعة الأخوين بإنتاج مواد إباحية بإمكانيات الدولة . حيث نشر طلبة جامعة الأخوين بافران ، مقطع فيديو، على "اليوتوب"، يتضمن إشهارا لنوع من العوازل الطبية، قبل أن يتم حذفه، صور جزء منه في أستوديو الأخبار للقناة الأولى العمومية، ويتناول هدا الإشهار حدوث سلسلة زلازل في منطقة الأطلس المتوسط، وبعد البحث عن مركز الزلزال اكتشفوا وجود رجل وإمراه يمارسان الجنس داخل سيارة في قمة جبل. وحول تفشي ظاهرة الاباحية في الاعلام العمومي اعتبر بدري عبد الخالق الباحث المتخصص في القيم أن سعار" الإباحية انتقل من الإعلام الافتراضي بمختلف الوسائط الاجتماعية، إلى فضاء الاعلام العمومي، فبعد موجة سكوب الجنسية التي انتشرت بشكل واسع عبر الفايس بوك واليوتيب، انتقل السعار إلى الاعلام العمومي عبر القنوات العمومية، خصوصا في فقرات الاشهار والمواد الاعلانية والافلام والمسلسلات. وأكد المتحدث ذاته أن استحضار بعض الوجوه الفنية المعروفة بشذوذها، والمشهورة بافلامها ولقطاتها الاباحية، في الاعلام العمومي ليس بالأمر الاعتباطي فمؤخرا تم ادماج الممثلة لبنى أبيضار المثيرة للجدل في مسلسل الفروج بالقناة الثانية، وهو ما أثار سخطا شعبيا، أضف الى ذلك الاباحية الكلامية التي انتشرت ولم يعد من رقيب لها في الاعلام سواء الاذاعة أو التلفزة. وشدد بدري على أن هذه الموجة تشكل خطرا على سلم القيم داخل المجتمع المغربي، وتخترق الحميمية المحافظة التي تتميز بها الاسر المغربية، ولهذا لم يكن عاديا أن تكون أغلب المظاهرات تحمل صور لبعض قنواتنا تتهما بالمجون والشذوذ والفجور.. وختم المتحدث حديثه بالتأكيد على أهمية تفعيل الجانب الردعي من أجل احترام القيم الدينية، والحفاظ على النظام العام والأخلاق الحميدة واسترسل المتحدث ذاته قائلا "أعتقد أن المقاربة القانونية أصبحت ملحة في التدخل لمعاجلة الأمر، وذلك عبر دفتر تحملات واضح وصريح وصارم للتلفزة والاذاعة والجريدة الالكترونية أو الورقية.