كشف بلاغ صادر عن حزب التقدم والاشتراكية بسلا جزءا من خلفيات الصراع الانتخابي الشرس بدائرة الموت، التي ترشح فيها رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، بعد أن بسط الخلفيات التي تحكمت في انسحاب منافسه ووكيل لائحة الحزب، محمد عواد، في آخر لحظة. وأكد الحزب أن سحب اللائحة، التي ضمت، إلى جانب محمد عواد، وزير الثقافة، محمد الأمين الصبيحي، تم «بعد تسجيل العديد من التحركات والضغوطات الرامية للتأثير سلبا على وكيل اللائحة بهدف ثنيه عن الترشيح، كما تم في الوقت نفسه استهداف مجموعة من الفعاليات التي أعلنت دعمها ومساندتها للائحة «الكتاب» التي كانت مؤهلة بقوة للفوز بهذه الدائرة الانتخابية»، ودعا الحزب إلى التصدي بقوة لكل المفسدين وسماسرة وتجار الانتخابات». وفي الوقت الذي لم يعلن البلاغ عن طبيعة هذه التحركات والضغوطات، بعد أن اكتفى بطرح الأسئلة حول الأسباب والدوافع الكامنة وراء اتخاذ هذا القرار، فإن مصادر مطلعة " للمساء " كشفت أن سحب الترشح جاء بعد مراكمة عدد من الممارسات التي لا علاقة بالحياد وبالتنافس الانتخابي والسياسي النظيف. ووفق المصادر ذاتها، فإن الأيام التي سبقت وضع مرشح حزب التقدم والاشتراكية لترشيحه عرفت تحركات علنية وواضحة من أجل تعبيد الطريق أمام أحد المرشحين بنفس الدائرة لضمان نجاحه في ظل افتقاده لقاعدة شعبية، من خلال استقطاب عدد من المستشارين الجماعيين بكل الأساليب، بما فيها إصدار تعليمات تتضمن رسائل تهديد بأن بعض الوجوه غير مرغوب فيها، بقصد دفع البعض إلى التراجع والانتقال من فريق إلى آخر، قبل أن يحين الدور على المراجعة الضريبية التي نزلت بشكل مفاجئ. وحسب المصادر ذاتها، فإن هذه الضغوطات والتحركات ازدادت حدة يومين قبل انطلاق الحملة الانتخابية وانتهاء فترة إيداع الترشيحات، حيث تم الانتقال إلى حرب الإشاعات، بالحديث عن كون الترشيح يهدف إلى البحث عن حصانة ضريبية ومحاولة تشويه السمعة المالية، وهي الحرب التي رافقها سعي صريح للدفع في اتجاه حسم نتائج الانتخابات قبل إجرائها، من خلال محاولة فرض معادلات تضمن فوز مرشح بعينه، وهو ما يفسر اتهام حزب العدالة والتنمية، من خلال أحد المواقع المقربة منه، عامل سلا بخوض حمل انتخابية سابقة لأوانها لفائدة مرشح حزب الأصالة والمعاصرة. وفي الوقت الذي شكل قرار انسحاب رجل الأعمال، محمد عواد، من دائرة التنافس في ظل غياب شروط التنافس الديمقراطي، صدمة قوية لحزب التقدم والاشتراكية، فإن القرار نفسه فرض على باقي المرشحين إعادة النظر في حساباتهم، خاصة بعد أن رفع حزب العدالة تحدي كسب أكبر عدد من المقاعد بدائرة سلاالمدينة، التي يتنافس فيها كل من بنكيران والتجمعي نور الدين الأزرق، عمدة سلا الأسبق، وإدريس السنتيسي عن حزب الحركة الشعبية ورشيد العبدي عن الأصالة والمعاصرة.