بعد أخذ ورد طال أسابيع، حسم نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، في الساعات الأخيرة من بدء وضع الترشيحات لانتخابات مجلس النواب المقرر إجراؤها في 25 نونبر، في أمر ترشحه من عدمه في إحدى الدوائر الانتخابية، التي كان يتداوال على أنه سيخوض المعركة الانتخابية فيها. بنعبد الله أعلن في اتصال مع «المساء» صباح أمس أنه لن يترشح للنزال الانتخابي القادم، مشيرا إلى أن مهامه كقائم على الحملة الانتخابية الوطنية لحزبه، التي تقتضي متابعة كل كبيرة وصغيرة والتواجد في جل مناطق المملكة، تجعل التفرغ للتعبئة لحملته الانتخابية في دائرته الانتخابية من باب المستحيلات، مشيرا إلى «أن حاجة الحزب إليه في هذه اللحظة الانتخابية تبقى من أولوياته، وتقتضي تفرغه لقيادة حملته الوطنية». وكان بنعبد الله قد ترك المجال واسعا للتكهنات، وقال أكثر من مرة في تصريحات صحافية إنه ربما يترشح للانتخابات البرلمانية، لكنه في الوقت نفسه لم يستبعد فرضية ألا يترشح، وأن يكتفي بقيادة الحملة الانتخابية للحزب، الذي يأمل في الحصول على أكبر عدد من المقاعد ويبرز ك«حزب مؤثر وقادر على قيادة شؤون البلاد». وحسب مصادر من حزب التقدم والاشتراكية، فإن حسم الأمين العام للحزب في عدم ترشحه جاء بعد لقاء مع اللجنة الوطنية للانتخابات المنبثقة عن الديوان السياسي للحزب عقد صباح أمس، مشيرة إلى أنه إلى حدود مساء أول أمس كانت هناك إمكانية لترشح بنعبد الله في دائرتي سيدي قاسم أو تمارة، بعد أن استبعدت دوائر تطوان، فاس، الرباط ، التي كان مناضلو الحزب في تلك الدوائر راغبين في ترؤس الأمين العام لائحة الحزب فيها، لكن يبدو أن اللجنة التي تضم خمسة قياديين لم تفلح في إقناعه بالترشح. وكان بنعبد الله قد احتل المراتب الأخيرة في الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2007، وفشل بالظفر بأي مقعد من المقاعد المتنافس عليها في الدائرة الانتخابية في تمارة، على الرغم من الدعم القوي الذي حظي به وزير الاتصال والناطق الرسمي السابق باسم الحكومة من قبل حزبه ومجموعة من الفنانين المغاربة. من جهة أخرى، يفترض أن تكون لجنة الانتخابات قد حسمت صباح أمس بشكل نهائي في تزكيات الدوائر المتبقية، بعد أن كانت قد حسمت في 70 دائرة لم تطرح أي إشكال إثر مصادقة المجالس الجهوية على الترشيحات. فيما ظلت تزكيات بعض الدوائر معلقة بسبب عدم حسم بعض المجالس الجهوية لوجود أكثر من اسم مقترح وكيلا لائحة حزب الكتاب، أو عدم حصول التوافق على مرشح بعينه، إضافة إلى صعوبات في بعض الدوائر الصعبة، كما هو الحال في دائرة أوسرد والداخلة. وحسب أمين الصبيحي، القيادي في حزب علي يعته، فإن بعض المرشحين، الذين طرقوا باب الحزب للحصول على التزكية، تعرضوا لضغوطات كبيرة من قبل أحزابهم السابقة، ممثلا لذلك بالبرلماني عن منطقة الحسيمة محمد الأعرج، المستقيل من حزب الأصالة والمعاصرة. ووفق المصدر ذاته، فإن قيادة «البام» اشترطت على الأعرج أن يترشح للانتخابات في أي حزب بدءا من التجمع الوطني للأحرار والحزب العمالي، باستثناء حزب التقدم والاشتراكية.