علمت "المساء" من مصدر موثوق بأن عناصر من فرق الإنقاذ البحرية الإسبانية تمكنت، أمس الاثنين، من إنقاذ الصيادين المغاربة الثلاثة المفقودين في عرض البحر الأبيض المتوسط منذ خمسة أيام، بعد إيجادهم من طرف صياد إسباني يدعى فرانسيسكو يولاندا. وكانت السلطات المغربية قد بعثت نداء إلى نظيرتها الإسبانية مساء الأحد تخبرها فيه باختفاء قارب صيد مغربي اسمه "انتصار" وعلى متنه ثلاثة بحارة مغاربة كانوا قد غادروا ساحل مدينة المضيق منذ خمسة أيام للقيام برحلة صيد اعتيادية، قبل أن يختفوا في البحر دون أن تعرف أسباب ذلك لحد الساعة. وهو النداء الذي عممته مصالح البحرية الإسبانية على جميع البحارة في المرافئ القريبة من مضيق جبل طارق. وعلمت "المساء" من مصدر مطلع أن عائلات الصيادين الثلاثة كانوا قد أخبروا السلطات المحلية بمدينة المضيق بتأخر عودة ذويهم منذ الجمعة الماضي، وطالبوا المسؤولين بعمالة المضيق-الفنيدق بالتدخل العاجل للبحث عنهم. إلا أن المصالح المعنية بالعمالة، وفق نفس المصدر، لم تحرك ساكنا رغم مضي ثلاثة أيام على اختفاء البحارة الثلاثة. وهو ما دفع جمعيات مهنيي الصيد الساحلي إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الدرك الملكي بالمدينة أول أمس. لكن، حسب بعض مهنيي الصيد بالمضيق، تدخل رجال الدرك الملكي، الذي جاء استجابة لضغط البحارة، كان محتشما، ولم يتسم بالجدية اللازمة، حيث اكتفوا بإرسال مركب ضعيف التجهيز للبحث عن الصيادين المغاربة المفقودين. ولم تُسَخَّر لهذا الغرض، كما هو معتاد دوليا في مثل هذه الحالات، مروحيات الدرك الملكي أو الوسائل اللوجيستيكية والمعدات التقنية التي تتوفر عليها مصالح الدرك للقيام بعملية بحث حقيقية عن مختفين في عرض البحر. وفسر أحد البحارة ذلك بسوء نية المسؤولين الأمنيين المغاربة كلما تعلق الأمر بصيادين مغاربة مختفين حيث يربطون عادة حوادث اختفائهم بمحاولات الهجرة السرية. وبعد تلقيه معلومات عن الوضع الصحي للصيادين المغاربة الثلاثة من طرف سلطات مدينة قرطبة الإسبانية القريبة من ميناء موطريل الذي رست به الفرقاطة الإسبانية التي أسعفت الصيادين المغاربة، اجتمع الكاتب العام لعمالة إقليمالمضيق-الفنيدق بعائلات الصيادين ليطمئنهم على سلامتهم ويعدهم بالعمل على إعادتهم إليهم في أقرب الآجال.