تمكنت المصالح الأمنية بمدينة مراكش من الوصول إلى المتهم المشتبه في ارتكابه لجريمة "القتل العمد" مع التمثيل بجثة فتاة وتقطيعها إلى خمسة أطراف ووضعها في حقيبة سفر بالقطار الذي حل بمدينة مراكش صباح يوم الجمعة الماضي. وفق بلاغ لمديرية الأمن، فإن الجاني في ال37 من عمره وينحدر من مدينة سلا، وعند تفتيش منزله، عثرت المصالح الأمنية على بعض أطراف الجثة وبعض المناشير استعملت في عملية تقطيع الجثة، التي عثر على أطراف أخرى لها بمحطة القطار بالرباط. وبحسب المعلومات الأولية، فإنه من المرجح أن يكون الجاني قد قتل الفتاة بسبب خلافات ناتجة عن علاقة غير شرعية تربطه بالضحية، ليتقرر وضعه تحت تدابير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث لتحديد جميع ملابسات وخلفيات هذه القضية، قبل إحالته على العدالة. وحسب مصادر إعلامية فقد تم اكتشاف جثة الضحية ، في حدود الساعة 11 من صباح أول أمس الجمعة، في محطة القطار في مراكش، فبعد حوالي نصف من ساعة من وصول القطار القادم من فاس، والمنطلق منها في حدود الساعة الثانية صباحا، ارتابت العاملات المكلفات بالنظافة، والمستخدمات في شركة أوكل إليها المكتب الوطني للسكك الحديدية، مهمة تدبير قطاع النظافة بالقطارات، في أمر حقيبة سفر كبيرة من النوع المجرور وقد تم التخلي عنها في إحدى المقطورات. وحسب ذات المصادر فبعد قيام إحدى العاملات بمعاينة أولى للحقيبة إثر فتحها، فوجئت بأنها تحتوى على أطراف مقطعة لجسم آدمي ملفوفة في كيس بلاستيكي، قبل أن يتم إخبار إدارة المحطة، التي ربطت الاتصال بالمصالح الأمنية بمراكش، التي حلت بمحطة القطار في حدود الساعة الثانية عشرة زوالا، لينطلق بحث أمني حثيث، قاد إلى الكشف عن ملابسات الجريمة في ظرف ساعات قليلة. وفور الوصول إلى الجاني اعترف هذا الأخير بالمنسوب إليه ، فقد روى كيف دخل في علاقة عاطفية مع الضحية لمدة خمس سنوات متواصلة، قبل أن تتطور خلافاته معها خلال لقاءاتهما الأخيرة، إلى نزاعات حادة، بسبب مطالبتها له بإبرام عقد الزواج بينهما، بسبب زعمها بحصول حمل ناتج عن علاقاتهما الجنسية ،وهو ما قال بأنه كان يرفضه لأنه غير متاح قانونيا لعدم قدرته على مواجهة زوجته الأولى بالأمر. وروى المتهم للمحققين تفاصيل اللحظات الأخيرة، من اقترافه للجريمة، موضحا بأنه التقى بالخليلة بالمنزل الذي يكتريه، بعيدا عن بيت الزوجية، ليلة الخميس الجمعة، وطلب منها أن تكف عن مطالبته بالزواج منها، وهو ما رفضته، ليدخل معها في مشادات كلامية انتهت بتوجيهه طعنات قاتلة إليها، ليقوم بتقطيع جثتها، ويحتفظ بالرأس والكفين في الثلاجة، بينما لف خمسة أطراف منها في كيس بلاستيكي ووضعها في حقيبة سفر جرها كأي مسافر عادي. وحسب اعترفات الجاني فقد توجه هذا الأخير إلى المحطة القريبة من منزله بسلا، في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة الفارط، ثم استقل القطار القادم من فاس ووضع الحقيبة في المقطورة، التي ظل بها إلى غاية محطة "الدارالبيضاء المسافرين" .