أنهت بعثة مكونة من أكثر من ستين متخصصا وباحثا وصحفيا، والتي انطلقت منذ 16 دجنبر من العام الماضي، مهمتها المتمثلة في جمع معلومات حول الوسائل والآليات التي تتوفر عليها "داعش". إذ أن هؤلاء المبعوثين قاموا بزيارات إلى عدة بلدان كبلجيكا والأراضي المنخفضة، والولايات المتحدة، وسويسرا، وتركيا، والمملكة العربية السعودية. وقد قامت بتسليم تقريرها الأربعاء الماضي إلى "كلود برطلون". أول ما كشفت عنه هذه البعثة الاستخبارية هو أن تنظيم الدولة يستفيد من 3 مليارات دولار كعائد سنوي، ويجني 900 مليون دولار سنويا من الموارد الطبيعية، تتوزع بين 600 مليون دولار للبترول و300 مليون دولار للغاز الطبيعي. إلا أن القصف الذي طال بعض المدن والمعاقل أدى إلى تراجع مواردها. مما دفع التنظيم إلى إيجاد طرق أخرى للتمويل منها فرض ضرائب على كل من الماء والكهرباء يؤديها السكان، وتضخ في حساب تنظيم الدولة ما يتراوح بين 800 و900 مليون أورو في السنة. كما أنها تستغل تهريب التحف الفنية، وتجارة المخدرات والسجائر إذ تحقق من ذلك أرباحا تصل إلى 150 مليون دولار في السنة. وحسب تقرير البعثة ذاتها، فإن عدد المقاتلين في صفوف تنظيم الدولة في تراجع مستمر منذ سنة 2015، حيث كان يبلغ عددهم 30 ألف مقاتل خلال العام الماضي، ليتقلص هذا الرقم إلى 12 ألف مقاتل فقط خلال السنة الجارية. ويعود هذا الانخفاض الكبير في عدد المقاتلين إلى الهجمات والتدخلات العسكرية التي تلقتها داعش، ما دعاها إلى خفض متوسط سن التجنيد ليتراوح بين 16 و17 سنة. وقد جاء في التقرير، أنه يتم استقطاب العديد من المقاتلين عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي التي يستغلها التنظيم بشكل محكم. كما أشار إلى أن 660 فرنسيا التحقوا بداعش منهم 200 امرأة. ويضيف التقرير أن البعثة بصدد إعداد مجموعة من الاحتياطات والتدابير اللازم اتخاذها من أجل إضعاف موارد داعش، من بينها التحكم في السيولة النقدية عبر تقليص التحويلات المالية المجهولة.