تسبب الهجوم الذي شهدته مدينة نيس الفرنسي أمس الخميس وأسفر عن مقتل أزيد من 80 شخصا وإصابة 100 آخرين على الأقل، في إحداث رعب داخل أوروبا، حيث عرض في هذا السياق، رئيس حكومة تسيير الأعمال الإسبانية، ماريانو راخوي، على فرنسا اليوم تعاون بلاده الكامل لرصد وملاحقة ومعاقبة الإرهابيين ومن يقدمون لهم الحماية، وذلك على خلفية الهجوم المذكور. وفي خطاب ألقاه من قصر مونكلوا، مقر الحكومة الرسمي، قال راخوي: "نحن إزاء تهديد عالمي يتطلب من الديمقراطيين ردا شاملا ومتكاملا". كما أعلنت الحكومة الإسبانية، اليوم الجمعة 15 يوليوز، يوم حداد رسمي، ودعت للوقوف دقيقة صمت في جميع المؤسسات الرسمية ظهر اليوم. من جهته دعا وزير الداخلية الإسباني بحكومة تسيير الأعمال، خورخي فرناندز دياز، إلى عقد مائدة تقييم عاجلة لتهديدات إرهابية بعد الهجوم الذي شهدته مدينة نيس الفرنسي الليلة الماضية. وذكرت مصادر من الداخلية الإسبانية لوكالة "إفي" أن الوزير دعا لعقد اجتماع صباح اليوم الجمعة، بحضور مسؤولي مكافحة الإرهاب والشرطة الإسبانية ومركز الاستخبارات لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. كما يشارك قادة أجهزة الشرطة والحرس المدني وكبار مسئولي وزارة الداخلية ونظراءهم في قوات الشرطة بإقليمي كتالونيا والباسك؛ ومن المقرر أن تتم دراسة مستوى التهديد المحتمل بوقوع هجوم في إسبانيا حيث تسود بالفعل حالة الطوارئ من الدرجة الرابعة، من إجمالي خمس درجات. من جهته أكد وزير الخارجية الإسبانية في حكومة تسيير الأعمال، خوسيه مانويل جارسيا مارجايو، عقب "اعتداء نيس"، أن "كل شيء يشير إلى أنه هجوم"، وهو الأمر ذاته الذي حدث في العديد من المدن الأوروبية خلال الأشهر الماضية. وكانت السلطات الفرنسية، قد أعلنت العثور على أوراق هوية لمواطن فرنسي-تونسي داخل الشاحنة التي استخدمت في تنفيذ "هجوم نيس". وفي سياق ذي صلة، قال قسطنطين كوساتشيوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي، إن الإرهاب خارج إطار الأخلاق والسياسة، وأنه لا يمكن مواجهة الإرهاب سوى بجهود مشتركة. وأعرب كوساتشيوف على صفحته في "فيسبوك" ردا على هجوم نيس الدامي عن أمله في أن "البشرية سوف تتوصل إلى نتيجة واحدة بعد هذه المأساة تتمثل في ضرورة أن تجاوز الدول الخلافات فيما بينها وتتكاتف بوجه التهديد المشترك". من جهته أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما الهجوم، واصفا إياه ب"المهول.. وأسفر عن مقتل وجرح عشرات الأبرياء"، مؤكدا أن واشنطن عرضت على باريس تقديم أية مساعدة تحتاجها في التحقيقات بهذا الهجوم ومقاضاة المذنبين". كما قدم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري تعازيه لذوي ضحايا هجوم نيس، وأعرب عن استعداد بلاده لتقديم أي مساعدة تحتاجها فرنسا بهذا الشأن.