أنقذ طبيب بيطري يعمل في سوق السمك بالجملة بمكناس، يوم أمس السبت، سكان مدينة فاس من كارثة صحية، بعدما تدخل لإخبار السلطات المحلية بفرار صاحب شاحنة مملوءة عن آخرها بأطنان من السمك الفاسد، كان من المرتقب أن تفرغ حمولتها بالعاصمة الإسماعيلية، لكن الطبيب البيطري رفض التأشير لها بدخول السوق، ودخل مع صاحب السلعة في مشاحنات، انتهت بفرار سائق الشاحنة، متوجها إلى مدينة فاس لإفراغ الشحنة. وعمد الطبيب البيطري إلى إعلام السلطات المحلية بمكناس بقضية هذه الشاحنة. وأسفر التنسيق بين السلطات المحلية عن اقتحام سوق الجملة بمنطقة زواغة بفاس من قبل عشرات العناصر التابعة للقوات العمومية، وحجز الشاحنة. وقالت المصادر " المساء " إن السلطات المحلية التي كونت لجنة مختلطة لمباشرة الإجراءات القانونية في هذا الحادث، فوجئت بكون الشاحنة استقبلت من قبل تاجر معروف في سوق الجملة يبدو أنه اقتناها، عبر اتصالات هاتفية مكثفة، من تاجر مكناس الذي عجز عن إدخالها إلى سوق الجملة بهذه المدينة. وأضافت المصادر أن هذا التاجر نجح، في وقت قياسي، في بيع حصة مهمة من هذه الحمولة الفاسدة، بينما تم حجز ما تبقى من السلعة، وعمدت السلطات إلى الاستعانة بعمال النظافة والإنعاش لنقلها على متن شاحنات إلى مطرح النفايات لإتلافها، وهو القرار الذي تم اتخاذه بتنسيق مع النيابة العامة. وتقرر، في السياق ذاته، حجز الشاحنة ومتابعة المتورطين. وقدرت المصادر حجم السمك الفاسد، في هذا الملف، ب4 أطنان من سمك "الشتون"، لكن الكمية المحجوزة أقل بكثير من هذه الأطنان، ما يؤكد أن السلعة انتقلت إلى الأسواق المحلية حيث يزداد الإقبال على السمك في شهر رمضان رغم أسعاره الملتهبة. ويظهر أن أصحاب السلع الفاسدة استغلوا الطلب المتزايد على هذه المواد الاستهلاكية لترويج السلع الفاسدة، في ظل جشع واضح من أجل مراكمة الأرباح، دون اكتراث بما يمكن أن تخلفه هذه المواد من أضرار كارثية على صحة المواطنين. وقالت فعاليات محلية إن السلطات المحلية مطالبة بتكثيف المراقبة والضرب بيد من حديد على كل من سولت له نفسه ترويج السلع الفاسدة، لأن الأمر يتعلق ب"الأمن الغذائي" لفئات واسعة من المواطنين. وقد سبق للسلطات المحلية في سوق الجملة بالعاصمة العلمية أن حجزت، في الأشهر القليلة الماضية، أطنانا من السمك الفاسد، بينما حذر تجار في سوق الجملة من تنامي ظاهرة ترويج أطنان من السمك الفاسد في محيط السوق، وحتى في مختلف أركانه، قبل أن يتم إغلاقه بقرار من العمدة السابق، حميد شباط، بمبرر انعدام الأمن، وإغراقه بأصحاب السوابق، واختلالات في تدبير مداخله، وغياب الحد الأدنى من شروط الصحة في بنياته. وأعلن العمدة الجديد، ادريس الأزمي، عن مبادرة لإحداث سوق نموذجي لبيع الأسماك بالجملة، مؤكدا، في تصريحات له، أن وضعية سوق السمك بالجملة في المدينة لن تستقيم، حتى لو تم إصلاحه. لكن المجلس الجماعي لم يعلن بعد عن أي خطوات إجرائية في هذا الاتجاه، في وقت يشتكي عدد من تجار السمك بالجملة من دخول متطفلين على القطاع لترويج كميات مهمة من السمك الفاسد في محيط السوق الحالي الذي أعلن مغلقا، مشيرين إلى أن بعضا منه يتم استيراده بطرق ملتوية من الخارج، ويتم تخزينه في ظروف غير لائقة، قبل أن يدخل إلى الأسواق الداخلية. وتباع الأسماك في محيط السوق بالقرب من المتلاشيات، ومن قنوات صرف صحي مفتوحة، وأزبال، دون أن تتحرك السلطات لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لحفظ المواطنين من أخطار محدقة بصحتهم.