وفوضى بسوق السمك بالجملة "يعرف سوق السمك بالجملة منذ افتتاحه فوضى عارمة وتجاوزات خطيرة لا تعرفها حتى الأسواق العشوائية غير المنظمة وغير المراقبة حيث يدخل أبوابه كل شخص رغب في ذلك ويبيع ويشتري ويأخذ ويعطي ويأمر وينهى ويفعل ما يريد..." يصرح للجريدة أحد الباعة بسوق السمك بالتقسيط بساحة سيدي عبدالوهاب بالمدينة القديمة. وأسرّ زميل له أن شاحنات محملة بالسمك يتم الترخيص لها ببيع حمولاتها دون أن تخضع للمراقبة الصحية البيطرية كما هو معمول به أو بعد مرور اللجنة التقنية البيطرية، ويتم ترويج السمك دون التأكد من جودته وصلاحية استهلاكه... وبالفعل، لاحظ عدد من المواطنين المتبضعين بالسوق الأسبوعي بحي كولوش بوجدة، أعدادا من صناديق الأسماك غير الطرية مشكوك في جودتها معروضة تم ترويجها، يوم الأحد 30 غشت الماضي، ولا شك ببعض الأحياء الأخرى بالمدينة. وقد عبر هؤلاء المواطنين عن تقززهم من تلك الأسماك المعروضة على أرضية السوق عند مدخل أبوابه والتي كانت عمليات التلف والتحلل بادية للعيان عليها، فيما استغرب آخرون سبب الترخيص لترويج تلك الأسماك من طرف إدارة سوق السمك العصري الذي تم تشييده بمواصفات دولية... يستقبل سوق السمك بالجملة يوميا ما بين 20 طنا و55 طنا من مختلف أنواع الأسماك عبر عدد كبير من الشاحنات من مختلف موانئ المدن المغربية الشاطئية من رأس الماء والناظور والحسيمة والدارالبيضاء وطنجة وأكادير، والتي من المفروض أن تدخل السوق في الصباح الباكر، وتسجل حمولاتها وتخضع للمراقبة الصحية من طرف اللجنة التقنية البيطرية، قبل انطلاق عمليات البيع بالمزاد العلني في حدود الساعة الثامنة صباحا قبل أن تبدأ عملية التوزيع والترويج. "ومن المفروض أن كلّ شاحنة محملة بالسمك تأخرت عن ذلك حيث تخزن حمولاتها من الأسماك في غرف التبريد ولا يسمح لها ببيع السمك ولا بترويجه إلا بعد الترخيص له من طرف اللجنة التقنية البيطرية والأخذ برأيها" يوضح أحد الباعة المتمرسين الرسميين والذي رفض الواقع العشوائي للسوق. ولوحظ أن بعض الشاحنات تلج السوق بعد انتهاء عملية المراقبة الصحية البيطرية وفي غيابها ويسمح لها ببيع حمولاتها دون مراعاة جودة وسلامة الأسماك وهو الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على صحة الآلاف من المواطنين المستهلكين. وأشار محاورنا إلى ثلاثة شاحنات تم رصدها في الوضعية نفسها، الأولى قدمت من طنجة محملة بحوالي 22 صندوقا من السمك الأبيض، وصلت متأخرة في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا، وتم السماح لها ببيع حمولتها وتسببت في نزاع كبير بين الباعة حيث تبين أن السمك فاسد، وتمت دعوة اللجنة التقنية البيطرية التي حضرت مباشرة وتم حجز الحمولة وإتلافها، ثم شاحنة ثانية قدمت من الناظور محملة بالأسماك، صباح يوم الأحد 30 غشت الماضي، أصيبت بعطب تقني، توقفت على إثره ببلدة بني ادرار تحت حرارة شمس غشت الحارقة، ووصلت متأخرة إلى السوق وسمح لها بإفراغ حمولتها من الأسماك وبيعها وترويجها، ثم هناك شاحنة ثالثة قدمت من ميناء طنجة صباح يوم الثلاثاء فاتح شتنبر الجاري ووصلت متأخرة ، في حدود الساعة الحادية عشرة صباحا، بعد مرور اللجنة التقنية البيطرية وبعد نهاية المزاد العلني ، وأفرغت حمولتها وبيعت أسماكها وتم ترويجها دون أن يعلم أحد مدى جودة ذلك المنتوج وطراوته وصلاحية استهلاكه. وعلى صعيد آخر، استغرب العديد من الباعة لارتفاع أسعار الأسماك في الوقت الذي كان من المنتظر أن تعرف انخفاظا مع افتتاح السوق، وتراوحت ما بين 15 درهما للسردين وأكثر من 100 درهم لبعض انواع السمك الأبيض،"كان من المفروض أن تنخفظ أسعار الأسماك بافتتاح هذا السوق، لكن الغريب في الأمر أنها ارتفعت بشكل مخيف ومرعب وذلك ناتج عن الفوضى التي تسود السوق والمزايدات الانتحارية بين الباعة الرسميين والفوضويين...". وفي نفس السياق أكدوا أن بعض الأشخاص لا علاقة لهم بتسيير هذا المرفق بل هم مجرد زبائن، يقومون بعرقلة عمليات المراقبة الصحية البيطرية وإهانة أعضاء اللجنة التقنية البيطرية دون أن تتخذ إدارة السوق الاجراءات اللازمة في حق المعتدين للحفاظ على النظام داخل السوق وتسهيل عمليات المراقبة الأمر الذي يشجع على المزيد من الخروقات والتجاوزات. وتنتشر داخل وخارج السوق الذي يوجد وسط أحياء التقدم والحي الحسني والحي المحمدي بحي كلوش بمدينة وجدة، روائح كريهة ومقززة وخانقة لأنفاس المواطنين العابرين أو سكان الأحياء، في الوقت الذي فوتت نظافته لشركة خاصة. ومن جهة ثانية، بقي ترويج الأسماك بالأحياء والأسواق العشوائية كما كان من قبل حيث ما زالت صناديق الأسماك تباع على العربات المجرورة بالحمير والمدفوعة وفوق سيارات "هوندا" وعلى متن الدراجات الهوائية والنارية،في ظروف غير صحية تحت أشعة شمس الحارقة مع العلم أنه منتوج سريع التلف والتحلل خطير على صحة المواطن المستهلك...