ما زال ملف "التعذيب" والإهانة التي يتعرض لها المعتقلين الإسلاميين بالسجون المغرب، يطرح الكثير من الجدل، سواء لدى الحقوقيين، أو لدى اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين في علاقتها بالمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج التي تكون راويتها بخصوص الملف المذكور مخالفة لما تشير إليه اللجنة. وفي هذا السياق أفادت اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، في بلاغ لها، أن المعتقل المغربي الحامل للجنسية الألمانية محمد حاجب ارتدى اللباس البرتقالي الخاص بمعتقلي سجن "غوانتانمو" الأمريكي، احتجاجا على ما اعتبره "رفضه القاطع للسياسة السجنية الأمريكية اللاإنسانية المتبعة في المغرب"، مضيفة أن إدارة سجن "تيفلت1" أقدمت على وقف احتجاج المعتقل ذاته على ذمة قضايا إرهاب، كما "منعته من ولوج قاعة زيارة الحق العام بهذا الزي، لتنزعه منه بالقوة"، وفق تعبير البلاغ. وفي سياق ذي صلة، تقدَّمت مجموعة من معتقلي السلفية، في سجن "تيفلت 2″، بشكوى إلى مؤسسة "المجلس الوطني لحقوق الإنسان"، حول الخروقات الجسيمة التي تطالهم، وتعود بالبلاد والمغاربة إلى ما قبل الحراك العربي. وحسب بيان لهم ، أفاد المعتقلون سالفو الذكر في شكواهم أن إدارة السجن رحلتهم إلى سجن تيفلت 2، المعروف باسم "أبو غريب"، عقابا لهم، ونسفا للمبادرة المتمثلة في فتح قنوات الاتصال بالمنظمات الحقوقية، خصوصا منها الرسمية. وأفاد البيان ذاته، أن المعتقلين لإسلاميين، تعرضوا لشتى أنواع التعذيب، من ضرب، وركل، ورفس بشكل يومي، إضافة إلى تجريدهم من ملابسهم، واشتكوا على رداءة جودة الطعام المقدم إليهم في كؤوس بلاستيكية عوض الأطباق المخصصة للأطعمة الغذائية، وحرمانهم من الفسحة، التي تعد المتنفس الوحيد لهم. وفي تعليقه، على قضية المعتقل المغربي الحامل للجنسية الألمانية محمد حاجب القابع "بسجن تيفلت1″ وكذا تعرض المعتقلين الإسلاميين ل"التعذيب" بسجن "تيفلت2" قال عبد الرحيم الغزالي المتحدث باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، في تصريح لموقع "نون بريس"، إن السجون المغربية منذ فترة وهي تعيش تقهقرا حقوقيا بسبب التصنيف الأمريكي الذي استورده المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج والذي ينص على تقسيم السجناء المغاربة إلى ثلاثة أصناف ، صنف (أ)، وصنف (ب)، وصنف (ج). وأضاف الغزالي، أن الصنف (أ) هو الصنف الخطير جدا ومن ضمنه سجناء الإرهاب الذي يدخل في صفوفهم المعتقلين الإسلاميين، حيث تم تجريد هؤلاء السجناء من جميع الحقوق سواء على مستوى السكن أو الزيارة، أو المؤونة أو الحراسة، فيما يدخل الصنف "ب" ضمن خانة "الخطير"، أم الصنف "ج" فيتعلق بالجرائم البسيطة أو الجنح، وفق تعبير الغزالي. وأفاد المتحدث ذاته، أن اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، قامت بوقفات احتجاجية تنديدا بالتصنيف الأمريكي للسجناء المغاربة، كما نظمت ندوات صحافية حضرها حقوقيين مغاربة أدلوا بموقفهم، إضافة إلى القيام بوقفات أمام المديريات الجهوية للسجون في عدد من المدن المغربية.